به إلى البلدان، و لمّا أمر بقتله و كان له إذ خافه فيما زعم على نفسه في حبسه و التوثق منه بلغة عند نفسه، لا أن ذلك له، أعني اللعين و لا لغيره، فيمن أوجب اللّه طاعته و آكد إمامته، و لكنها ذحول بني أمية بدماء الجاهلية.
و لمّا بلغ من أمره ما أراد، أمر بإطلاق علي بن الحسين عليه السّلام و خيّره بين المقام عنده و الانصراف، فاختار الانصراف إلى المدينة فسرّحه.
و كان الحسين لمّا انتهى إليه أمر عبيد اللّه بن زياد، و أنه قتل مسلم بن عقيل بسببه و جهّز العساكر إليه، و أن شيعته بالكوفة خافوا فتفرقوا، جمع أصحابه فأعلمهم الخبر و قال: «من أحب منكم الانصراف فلينصرف».
فانصرف عنه عامّة من كان معه، فلم يبق معه إلّا أقل من سبعين رجلا رضوا بالموت معه حتى قتلوا عن آخرهم.
و كان جميع من قتل من أصحاب الحسين عليه السّلام و من أخوته و بنيه و أهل بيته الذين قتلوا معه اثنين و سبعين رجلا، و قتلوا من أصحاب عمر بن سعد في المعركة ثمانية و ثمانين رجلا سوى من أدركته الجراح بعد ذلك فمات منها.
و كان ممّن قتل مع الحسين عليه السّلام من بنيه: علي بن الحسين قتله مرّة بن منقذ بن النعمان العبدي، و عبد اللّه بن الحسين، قتله هاني بن الحضرمي، و أبو بكر بن الحسين، قتله عبد اللّه بن عقبة الغنوي.
و قتل معه من ولد الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السّلام: عبد اللّه بن الحسن قتله حرملة الكاهلي بسهم، و القاسم بن الحسن قتله سعد بن عمرو بن نفيل الأزدي.
و قتل معه من أخوته من ولد علي بن أبي طالب: العباس، و كان يومئذ صاحب راية الحسين قتله زيد بن رقاد الجنبي، و كان العباس بن علي لمّا منع الحسين الماء جعل يحمل على الناس فيفرجون حتى يأتي الفرات، و يأتي بالماء فيسقي الحسين و أصحابه فسمّي السقاء يومئذ، و قتل بين الفرات و مصرع الحسين عليه السّلام فثم قبره،