و لمّا عهد إليه معاوية في حياته أنكر الناس ذلك عليه إنكارا شديدا، و قال بعض الصحابة: جعلها معاوية هرقلية [1].
و قال الحسين بن علي عليه السّلام فيه: «ولي يزيد رقاب المسلمين و هو غلام يشرب الشراب و يلعب بالكلاب» في كلام ذكره في معاوية طويل [2].
و قيل: إن الحسين عليه السّلام اجتمع مع عبد اللّه بن جعفر عند معاوية، فخرج بخروجه فقال له ابن جعفر: يا ابن رسول اللّه إن لي إلى يزيد حاجة فلو وقفت معي إليه.
قال: «نعم».
فأتياه فأصاباه يشرب الخمر و عنده مسلم بن عمرو الباهلي يغنّيه، و كان يضرب بالطنبور.
و قيل: إنه أول من تغنى بالشراب.
[و روي أنه لمّا حجّ الناس في خلافة معاوية، جلس يزيد بالمدينة على شراب، فاستأذن عليه ابن عباس و الحسين بن علي] [3] فأذن لهما و هو على حاله، فلمّا رآه الحسين عليه السّلام تعاظم أمره
فقال يزيد للساقي: اسقهما.
فنظر الحسين عليه السّلام نظرا منكرا و أمسك الساقي هيبة له.
فقال يزيد لمسلم: يا مسلم غنّني:
ألا يا صاح للعجب * * * دعونا فلم يجب
إلى القينات و اللذات * * * و الشهوات و الطرب
[1]- تاريخ دمشق: 35/ 35، اسد الغابة: 3/ 306، تفسير القرطبي: 16/ 197، البداية و النهاية: 8/ 96.
[2]- الامامة و السياسة: 1/ 204، النصائح الكافية: 66.
[3]- العبارة مشوشة في المخطوط، و ما أثبتناه من المصادر و موافقة للسياق.