responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 278

يخرجوا من حرب أصحاب الجمل حتى دخلوا في حرب صفين، و لا انصرفوا عن حرب معاوية حتى وقعوا في حرب الخوارج، و كانوا من أهل البصائر فيهم، فزال منهم صدر بزوالهم.

و أصحاب معاوية على خلاف ذلك، بالقرب من دارهم في حال راحتهم و جمامهم، و الامداد تأتيهم، و أهل الطمع في حطام الدنيا و الركون إليها يزيدون إليهم.

و ممّا قوّى عزائمهم و زاد عندهم في بصائرهم و حقق ما شبّه به معاوية عليهم، ما كان من أصحاب علي عليه السّلام إليهم في أول يوم واقفوهم فيه، و ذلك ممّا قدّمنا ذكره من حدّة أصحاب علي عليه السّلام و إقدامهم و استقباحهم الآراء دون إمامهم، من أن أصحاب معاوية نادوهم بما تصافوا و تواقفوا: ادفعوا إلينا قتلة عثمان و نحن لكم سلم، فلم يدعوا الجواب إلى إمامهم فيجيبهم بما تقوم الحجة في ذلك عليهم، و لعل ذلك لو كان لكسر من عزمهم و أبصر الحق كثير منهم، لكنهم نادوهم بأجمعهم في الوقت استخفافا بهم و استهانة بجوابهم: كلّنا قتلة عثمان، فرأى القوم أنه قد حلّ لهم قتالهم و قتلهم، لما زيّنه معاوية و أصحابه لهم‌ [1].

و ذكرنا فيما تقدم فساد قول معاوية في الطلب بدم عثمان، و الواجب في الطلب بذلك لو قد كان.

فبهذه الأسباب و غيرها قويت أمور معاوية و تهيأ له أن قاوم عليا عليه السّلام و ناصبه، و ادّعى الأمر معه و حاربه، و إلّا فمن أين كانت الأذهان تقع على ذلك و العقول تقبله و الأوهام يتوهمه، و بينهما الارتفاع و الخفض كمثل ما بين السماء و الأرض.


[1]- أنساب الأشراف: 279، الأخبار الطوال: 163، شرح نهج البلاغة: 15/ 75، البداية و النهاية: 7/ 288.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 278
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست