responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 274

قال: من عند هذا العي البخيل الجبان.

قال: من هو هذا الذي تعني؟

قال: علي بن أبي طالب.

فسكت معاوية، فقام عمرو و قال: يا معاوية لا يسرّك من يغرّك.

فقال معاوية: اجلس يا أبا عبد اللّه فأنت كما قال الأول:

مهما تسرك من تميم خصلة * * * فلما يسؤك من تميم أكثر

و ترك الرجل حتى إذا انصرف من كان في مجلسه من أهل الشام و لم يبق إلّا عمرو قال للرجل: ويحك، أمّا قولك: أن عليا عي، فو اللّه لو لم يكن بهذه الأمة غير لسان علي لكفاها، و أما قولك: إنه بخيل، فلو أن لعلي بيتين، بيتا من تبن و بيتا من تبر، لأنفق تبره قبل تبنه، و أمّا قولك: إنه جبان، فهل بلغك أنه ما بارز أحدا إلّا قتله، أ فإلي تتقرب بالكذب؟

قال الرجل: فإذا كان كما وصفته فلم قاتلته؟

فأخذ عمرو يد معاوية و قال: على هذا الخاتم الذي من غلب عليه جازت طينته‌ [1].

و هذا يشبه قول معاوية لأهل العراق و قد ذكرناه: إنما قاتلتكم لأتأمّر عليكم و قد تأمرت.

و صدق في ذلك و صدق عمرو، أرادا الدنيا فمتعا فيها حتى حين، و معاوية لم يدّع فضلا على علي عليه السّلام و لا ساوى نفسه به، فكيف يدّعي ذلك له غيره أو يساوي بينه و بينه؟

و إنما تهيأ له ما تهيأ من مناصبة ما ذكرناه من حيله و مكره، و بأمور تهيأت له سنذكر ما ينبغي ذكره منها في الباب الذي يلي هذا الباب إن شاء اللّه تعالى.


[1]- الامامة و السياسة: 1/ 135، شرح نهج البلاغة: 1/ 22.

نام کتاب : المناقب و المثالب نویسنده : القاضي النعمان المغربي    جلد : 1  صفحه : 274
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست