ذكر مناقب أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السّلام و مثالب معاوية بن أبي سفيان لعنة اللّه عليه
مناقب علي بن أبي طالب صلوات اللّه عليه و فضائله:
لو استقصينا ذكر ما رويناه منها و بسطناه في هذا الكتاب، لخرج عن حدّه الذي بنيناه عليه، لكثرة ذلك و طوله و اتساع القول فيه، و كذلك مثالب معاوية و مخازيه، و لمّا لم ينبغ استقصاء ذلك على الكمال و لا تركه على كل حال، رأينا أن نذكر منه وجوها يكتفى بها، و نكتا يستغنى بذكرها عمّا سواها، و قد ذكرنا نحو هذا في صدر هذا الكتاب، و لكنّا أردنا أن نوضحه في هذا الباب، و كذلك ما نجري ذكره فيما بعد من الأبواب التي تجمع فيها بين مناقب أولياء اللّه و مثالب أعدائه، فإنما نذكر من ذلك جملا من المعروف و المشهور، و البيّن الواضح الملموس، نختصرها على مقدار ما بسّطنا عليه الكتاب، و رتّبنا عليه ما بوّبناه فيه من الأبواب.
و قد يذكر نحو هذا الكلام كثير من مؤلف الكتب تدليسا و تمويها، فيظهر أنه اختصر القول و هو أبلغ ما عنده و غاية ما وجده، فمن عسى أن يظن ذلك بنا فيما قلناه ممّن قد نظر في شيء من الأخبار و عرف طرفا من الفضائل، قد وقف على أنه قد جمع في فضائل علي عليه السّلام أضعاف هذا الكتاب بأسره، فلو جئنا بذلك كله فأثبتناه بجملته لطال الكتاب عن تأليفه و خرج عن حدّه، فمن قال في ذلك ما قاله تدليسا و كذبا، فإنّا لم نقل بحمد اللّه منه إلّا صدقا و حقا.
[إسلام علي عليه السّلام]
و قد ذكرت فيما تقدم: أن أبا طالب عم رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله كفله بعد موت جدّه و أبيه، و أن جدّه عبد المطلب كان أسند إليه أمره، و كان له فيه من الكفالة و التربية و حسن القيام و الذب و النصرة و المعونة و الحمية ما ذكرنا أيضا لطال ذكره، و هو مذكور في