و التفت إليه رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يوما و هو خلفه و رسول اللّه يتكلم، فرآه يعوج شدقيه و يحكي كلامه فقال له: «كذلك فلتكن» [1].
و سمع رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله يلعن فقيل: يا رسول اللّه لمن تلعن؟
فقال: «الحكم بن أبي العاص جاء فشق إلى الجدار و أنا مع أهلي، فلمّا نظرت إليه كلح في وجهي».
ثم قال صلّى اللّه عليه و آله: «كأني أنظر إلى بنيه يصعدون على منبري و ينزلون» [2].
و لهذا قال الحسن عليه السّلام لمروان: «إن رسول اللّه لعن أباك و أنت في ظهره» [3].
و قال له أيضا عبد اللّه بن الزبير و هو مستند إلى الكعبة: و ربّ هذا البيت الحرام و البلد الحرام إن الحكم بن أبي العاص و ولده ملعونون على لسان رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله [4].
و أيضا قالت عائشة لمروان و قد كتب إليه معاوية ليبايع ليزيد، فقال عبد الرحمن بن أبي بكر: جئتم بها و اللّه هرقلية تبايعون لأبنائكم.
فقال مروان لمن حضره: هو الذي يقول اللّه فيه: وَ الَّذِي قالَ لِوالِدَيْهِ أُفٍّ لَكُما[5] فلمّا بلغ ذلك عائشة قالت لمروان: و اللّه ما هو بالذي قلت، و لو شئت أن أسمّيه لسمّيته، و لكن اللّه قد لعن أباك على لسان رسوله و أنت في صلبه، فأنت قطعة
[1]- تاريخ الطبري: 8/ 186، الفائق للزمخشري: 3/ 359، شرح نهج البلاغة: 6/ 149، المستدرك: 2/ 621.