كذبتم و بيت اللّه نبزى محمدا * * * و لما تروا يوما لدى الشعب قائما [1]
يعني بابن ذكوان: عقبة بن أبي معيط، و ديسم: الوليد بن المغيرة، و قيس: قيس بن عاقل، فلم يكن من أبي لهب في ذلك غير ما كان.
[فشل مؤامرة الصحيفة]
و لمّا كان من أمر حكيم بن حزام ما قدّمنا ذكره و ذكر اعتراض أبي جهل عليه و انتصار أبي البختري له، تحرك في ذلك هشام بن عمرو بن الحرث، و كان ابن أخي نضلة بن هاشم بن عبد مناف، و كان نضلة و عمرو أخوين لأم، فكان هشام لبني هاشم واصلا، و كان ذا شرف في قومه و كان فيمن يفتقدهم بالطعام، فلمّا طال ذلك عليه مشى إلى زهير بن أبي أمية بن المغيرة بن عبيد اللّه بن عمر بن مخزوم، و كانت أمه عاتكة بنت عبد المطلب فقال له: يا زهير أ قد رضيت أن تأكل الطعام و تلبس الثياب و تنكح النساء، و أخوالك حيث قد علمت لا يبايعون و لا يبتاع منهم و لا ينكحون و لا ينكح إليهم؟ أما إني أحلف باللّه لو كانوا أخوال أبي الحكم بن هشام ثم دعوته إلى مثل ما دعاك إليه منهم ما أجابك إليه أبدا.
فقال زهير: ويحك يا هشام فما ذا أصنع إنما أنا رجل واحد، و اللّه لو أن معي رجلا آخر لقمت في نقض الصحيفة.
قال: وجدته لك.
قال: و من هو؟
قال: أنا.
[1]- سيرة ابن هشام: 1/ 249، شرح نهج البلاغة: 14/ 57، تاريخ دمشق: 67/ 196، البداية و النهاية: 3/ 117.