و بعد ان ذكروا هذه الاقسام سموا بعضها عوارض ذاتية و سموا بعضها الآخر عوارض غريبة، فما مرادهم بالذاتية و ما مرادهم بالغريبة.
فنقول اشتد الخلاف في المقام و كثر نقل الاجماعات و المشهورات المتباينة فلن نتعرض لها غايته أن النقل الاكثر هو أن المشهور يرى أن القسم الأول و الثاني من العوارض الذاتية و أن القسم الخامس و السابع و الثامن من العوارض الغريبة.
و أما الثالث و الرابع و السادس فاختلف النقل: و قيل إن المشهور أن الثالث من العوارض الغريبة و الرابع من العوارض الذاتية.
ثم إن الخلاف هذا لا مناط له حتى يرجع اليه كي يعرف الصحيح من الفاسد فهو كالاختلاف الواقع بين النحاة في تفسير ماهية العنقاء.
بقي أمور:
الأول: يظهر من بعض الاعلام ان المراد بالعرض في المقام هو الفلسفي أي ما قابل الجوهر.
و لكنه خلاف تصريح الكثير بأن المراد به هو العرض المنطقي. و قد صرح بذلك في شرح المطالع فراجع.
الثاني: أنهم لم يذكروا العارض بواسطة الجزء للماهية الاخص منها و ذلك لما قرر في محله من استحالة وجود جزء في الماهية يكون اخص منها ضرورة ان الماهية تزول بزوال جزئها.
و مما ذكرناه اتضح لما ذا لم يذكروا العارض بواسطة الجزء للماهية الذي نسبته الى الماهية العموم من وجه او التباين كما هو واضح جدا.
الثالث: لم يذكروا من جملة الاقسام العارض بواسطة الخارج عن الماهية الذي نسبته اليها العموم من وجه. و لم أر لعدم ذكره وجها. و يمكن ان يمثل له برؤية السماء و غيرها العارض على الانسان بواسطة البصر او بالانجاب العارض على الانسان بالقوة المعروفة. و غير ذلك من الامثلة كثير.