نام کتاب : المغازي نویسنده : الواقدي جلد : 0 صفحه : 20
(1) العناية و الاهتمام التقوى وحدها فحسب، و لكن حاجة المجتمع الإسلامى إلى إرساء و تثبيت العقائد الدينية و الأحكام التشريعية هي الحافظ الأساسى لهما.
و من الضروري أن نحكم على أدب السيرة و نقوّمه، بل و آداب الحديث و الفقه و التفسير أيضا، فى ضوء الأحداث السياسية و الاجتماعية و الدينية فى القرنين الأول و الثاني للهجرة.
و يحتمل أن تكون القصص الشعبية للسيرة موجودة فى حياة النبي نفسه و كان القصاص يعنون بها، كما كانوا يفعلون بقصص الأنبياء قبل الإسلام.
و قد بقيت بعض مظاهر هذا القصص فى السيرة الأدبية التي دونت فيما بعد، و يمكن التعرف عليها دون صعوبة- من موضوعات القصص كالأحلام و الطيرة من جهة، و من الأساليب التي صيغت بها من جهة أخرى. و رؤيا عاتكة قبل غزوة بدر مثال واقعي من القصص الشعبية فى السيرة النبوية [1].
و لا بد أن بعض الصحابة قد تخصصوا فى علمي المغازي و السير. ذكر ابن سعد [2] عن أبان بن عثمان أنه تخصّص فيهما، و قد أخذ المغيرة بن عبد الرحمن عنه بعض الأخبار. و لكنه مع الأسف لم يصلنا أى كتاب وضع فى عهد الصحابة فى المغازي و السير.
و قال حاجي خليفة عند حديثه على المغازي: و يقال: إن أول من صنف فيها عروة بن الزبير، و جمعها أيضا وهب بن منبه [3].
عروة بن الزبير:
أما عروة فقد كان أخا لعبد اللّه بن الزبير و لكنه لم يشترك فى الصراع بينه و بين بنى أمية، و بعد مقتل عبد اللّه بن الزبير فى سنة 74 للهجرة، بايع عروة عبد الملك بن مروان. و تدل رواية الطبري على أن عروة بن الزبير كتب إلى عبد الملك أخبارا عن فجر الإسلام. قال: حدثني أبى قال: حدثنا أبان العطار، قال: حدثنا هشام بن عروة، عن عروة، أنه كتب إلى عبد الملك بن