«الكاتب بالقوة أو بالفعل» من قيود الموضوع فجعل المحمول موضوعا للقضية و اخبر عنه بانه كاتب بل قد صرح بلفظ «كاتب» بعد ذلك في بعض نسخ الكفاية، و لكن هذه اللفظة غير موجودة في نسخ الفصول بل الظاهر ان مراده ايضا ليس ما ذكره صاحب «الكفاية» و اورد عليه فإنّه واضح الفساد جدّا، بل هو امر آخر و هو جعل التقييد المزبور في المحمول بان يكون زيد الكاتب بالقوة أو الفعل، في المثال المذكور محمولا علي زيد الواقع موضوعا، و لكن يتوجه اليه في بادي النظر بان الاخص لا يثبت للاعم موجها بجهة الضرورة كما صرح به هو (قدّس سرّه) في كلامه السابق.
و لكن يمكن تصحيح كلامه بان ظاهر عبائر القائلين باخذ القوم عند تفسير معنى المشتق بانه ذات ثبت له المبدا هو ثبوته له بعنوان النسبة التامة لا الناقصة فالمبدأ ليس قيدا للذات المأخوذة فيه (علي القول به) بل خبر له، و من المعلوم ان مثل هذا الذات ضرورية الثبوت للذات الواقعة موضوعا فان ثبوت الشىء لنفسه ضروري و مجرد الاخبار عن الشىء الواقع محمولا بشيء آخر لا يضر بهذه الجهة اعنى جهة الضرورة كما هو ظاهر علي الخبير، الّا ان مراد القوم ليس ما فهمه من هذه العبارة فانها مبنية علي المسامحة بلا إشكال و المقصود هو ثبوت المبدا للذات بعنوان النسبة الناقصة.
ثم أنّه ذكر في «الكفاية» أنّه يمكن ان يستدل علي البساطة بضرورة عدم تكرر الموصوف في مثل زيد الكاتب و لزومه من التركيب.
و فيه أنّه ان اريد من تكرر الموصوف تكرره بعينه فذلك غير لازم في المقام و ان اريد تكرره و لو به عنوان آخر اعم من الموصوف مثل عنوان الشىء فالحكم بعدمه ممنوع جدّا.
معنى البساطة و التركيب
و علي كل حال اللازم تحقيق معنى البساطة و التركيب في المقام حتى يتبين الحق بعون اللّه الملك العلام، فنقول:
قال في «الكفاية» ان معنى البساطة فيما نحن فيه البساطة بحسب التصور و الادراك و ان امكن تحليله إلى شيئين بتعمّل من العقل و عليه يكون التركيب عبارة عن التركّب في