responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 376

قال: و لمّا قالت التغلبيّة للجحّاف بن حكيم في وقعة البشر: فضّ اللّه عمادك، و أطال سهادك، و سلبك حياتك، فو اللّه لئن قتلت إلاّ نساء كالدّمى أو أسافلهنّ دميّ و أعاليهنّ ثديّ.

فقال لمن حوله: لو لا أن يلد منها حكيم لخلّيت سبيلها. فبلغ ذلك الحسن البصري فقال: إنّما الجحّاف جذوة من نار جهنّم.

قيل: و لمّا بنى زياد البيضاء بالبصرة أمر أصحابه أن يسمعوا من أفواه الناس، فأتي برجل قيل إنّه تلا: أَ تَبْنُونَ بِكُلِّ رِيعٍ آيَةً تَعْبَثُونَ `وَ تَتَّخِذُونَ مَصََانِعَ لَعَلَّكُمْ تَخْلُدُونَ [الشعراء: 128-129].

فقال: ما دعاك إلى هذا؟قال: آية من كتاب اللّه عز و جل حضرت. قال: و اللّه لأعلمن فيك الآية الثانية: وَ إِذََا بَطَشْتُمْ بَطَشْتُمْ جَبََّارِينَ [الشعراء: 130]. فأمر فبني عليه ركن من أركان القصر.

قيل: إنّ الحجّاج لمّا أتى المدينة أرسل إلى حسن بن حسن فقال: هات سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و درعه. فقال: لا أفعل. قال: فجاء الحجّاج بالسيف و السوط و العصا فقال:

و اللّه لأضربنّك بهذا السوط حتى أقطعه، ثمّ لأضربنّك بهذا السيف حتى تبرد أو تأتيني بهما! فقال الناس: يا أبا محمّد لا تتعرّضن لهذا الجبّار. قال: فجاء الحسن بسيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و درعه فوضعهما بين يدي الحجّاج فأرسل الحجاج إلى رجل من آل أبي رافع فقال له: هل تعرف سيف رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم؟فخلطه بين أسيافه ثمّ قال: أخرجه، فأخرجه. ثمّ جاء بالدرع فنظر إليها فقال: هناك علامة كانت على الفضل بن العبّاس يوم اليرموك فطعن بحربة فخرقت الدرع. فرفعناها فوجدنا الدرع على ما قال. فقال الحجّاج للحسن: أما و اللّه لو لم تجئني به و جئت بغيره لضربت به رأسك.

و ذكروا أن الحجّاج قال يوما لحاجبه: اعسس‌ [1] الليلة بنفسك فمن وجدته فجئني به، فلمّا أصبح أتاه بثلاثة نفر، فقال الحجّاج لواحد منهم: ما كان سبب خروجك بالليل و قد نادى مناد ألاّ يخرج أحد ليلا؟فقال: أصلح اللّه الأمير!كنت سكران فغلبني السكر فخرجت و لا أعقل. ففكّر الحجّاج ساعة ثمّ قال: سكران غلبه سكره خلّوا عنه لا تعودنّ. و قال للآخر:

فأنت ما كان سببك؟قال: أصلح اللّه الأمير!كنت مع قوم في مجلس يشربون فوقعت بينهم عربدة فخفت على نفسي فخرجت. ففكّر الحجّاج في نفسه ثمّ قال: رجل أحبّ المسالمة خلّوا عنه. ثمّ قال للآخر: ما كان سبب خروجك؟قال: لي والدة عجوز و أنا رجل حمّال فرجعت إلى بيتي فقالت والدتي: ما ذقت اليوم طعاما، فخرجت ألتمس لها ذلك فأخذني عسس الأمير. ففكّر ساعة ثمّ قال: يا غلام اضرب عنقه. فإذا رأسه بين رجليه.


[1] اعسس: عسس أي طاف بالليل.

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 376
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست