responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 256

من رأي أمير المؤمنين أكره إمضاءها و إنفاذها. فقال الشعبي: لا عليك أيّها الأمير، إنّما الوالي والد يخطئ و يصيب، و ما يرد عليك من رأي أمير المؤمنين فإن استطعت أن تردّه فاردده و إلاّ فلا ضير عليك. فقال: ما تقول يا أبا سعيد؟فقال الحسن: قال رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم: «من استرعاه اللّه جلّ و عزّ رعيّة فلم يحط من ورائها بالنصيحة حرّم اللّه عليه الجنة» [1] ، و أمّا رأي أمير المؤمنين فإذا ورد عليك فاعرضه على كتاب اللّه و إن وافقه فأمضه و إن خالفه فاردده، فإنّ اللّه جلّ و عزّ يمنعك من يزيد و لن يمنعك يزيد من اللّه. ثمّ أقبل الحسن على الشعبيّ فقال: ويلك يا شعبيّ!يقول الناس إنّ الشعبيّ فقيه أهل الكوفة فدخل على جبّار من الجبابرة فيزيّن له المعصية!فقال: و اللّه يا أبا سعيد لقد قلت و أنا أعلم ما فيه!قال: ذلك أوكد للحجّة عليك و أبعد لك من العذر.

قيل: و وجد في كتب بزرجمهر صحيفة فيها: إنّ حاجة اللّه جلّ و عزّ إلى عباده أن يعرفوه، فمن عرفه لم يعصه طرفة عين. كيف البقاء بعد الفناء؟كيف يأسى المرء على ما فاته و الموت يطلبه؟

فقال كسرى: لم يكن من حقّ عليه أن يقتل و أنا نادم على ذلك.

قيل: و حضرت الوفاة رجلا من حكماء فارس فقيل له: كيف حالك؟فقال: كيف يكون حال من يريد سفرا بعيدا بغير زاد و يقدم على ملك عادل بغير حجّة و يسكن قبرا موحشا بغير أنيس؟!

مساوئ المواعظ

قال: لمّا مات عبد الملك بن عمر بن عبد العزيز جزع عليه عمر جزعا شديدا، فقال ذات يوم لمن حضره: هل من منشد شعرا أتعزّى به أو واعظ يخفّف عني فأتعزّى و أتسلّى؟ فقال رجل من أهل الشام: يا أمير المؤمنين كلّ خليل مفارق خليله بأن يموت أو بأن يذهب إلى مكان. فتبسّم عمر، رحمه اللّه، ثمّ قال: ويحك!مصيبتي فيك زادتني مصيبة. قيل:

و أصيب الحجّاج بمصيبة و عنده رسول عبد الملك بن مروان فقال: ليت إني وجدت إنسانا يخفّف عني مصيبتي!فقال رجل ممّن حضر: أقول؟قال: قل. فقال: كلّ إنسان يفارق صاحبه يموت أو يصلب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه أو يسقط في بئر أو يغشى عليه


[1] ذكره الهندي في كنز العمال رقم الحديث (14738) ، و العراقي في المغني عن حمل الأسفار (2/341) .

نام کتاب : المحاسن و المساوي نویسنده : البيهقي، ابراهيم    جلد : 1  صفحه : 256
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست