الشك في التاريخ . فقد نقل في كتاب ( تاريخ جيست ) [1] [ ما هو التاريخ ] عن البرفسور جورج كلارك انه قال : ( ان الحقائق الماضية وصلت إلينا بعد تنقيحها بواسطة فكر أو أفكار بشرية . إذن فلا تحتوي على عناصر بسيطة جامدة غير قابلة للتغيير ...... إنّ البحث عن هذا الأمر لا ينتهي إلى شيء . ومن هنا التجأ بعض المحققين العجالى إلى فلسفة الشك أو ـ على الأقل ـ تمسّكوا بالاعتقاد بمساواة اعتبار كل نقل تاريخ لنقل آخر ، وأنّه ليس هناك حقيقة تاريخية عينية ، نظراً إلى تدخّل الأشخاص والعقائد الخاصة في الاستنتاجات التاريخية ) .
والصحيح أنّه وإن لم يمكن الاعتماد بصورة مطلقة على ما ينقل ، حتى ولو كان الناقل ثقة ، إلاّ أنّ التاريخ يشتمل على مجموعة من المعلومات القطعية التي تُعدّ من نوع البديهيات في سائر العلوم . ومن الممكن إجراء التحقيق العلمي بالنسبة إلى تلك القطعيات . هذا مضافاً إلى أنّ المحقق بإمكانه الاستناد إلى اجتهاده ونقده ، واستنتاج صحّة النقل التاريخي وعدم صحّته . فنجد اليوم أنّ هناك بعض المنقولات التي اشتهرت شهرة واسعة في بعض الأزمنة قد وقعت تحت نقد المحققين ، وبعد عدّة قرون تبيّن عدم اعتبارها بوضوح . فقد شاع على الألسنة منذ القرن السابع الهجري ـ نعم منذ القرن السابع الهجري فحسب ـ قصة حرق المكتبة في الإسكندرية ، حتى نفذت تدريجاً في أكثر كتب التاريخ ، ولكن نقد المحققين في القرن الأخير أثبت أنّها كذب محض ، وقد جعلها بعض المسيحيين المغرضين . كما