responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : المجتمع والتاريخ نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 396

الذي هو التغيير الكيفي على المسيرة ، هو إذن الحل الوحيد للتناقض والجدل الذي تستبطنه طبيعة الإنسان وتركيب الإنسان .

دور دين التوحيد في المسيرة البشرية

ممّا تقدّم نفهم أنّ دور دين التوحيد هو تعبيد هذا الطريق الطويل . تعبيده وإزالة العوائق من خلال تنمية الحركة كميّاً وكيفيّاً ، ومحاربة تلك المثل المصطنعة والتكرارية التي تريد أن تجمّد الحركة من ناحية ، وأن تعرّيها من الشعور بالمسؤولية من ناحية أُخرى .

من هنا اتجهت حرب الأنبياء ـ كما أشرنا ـ إلى مقارعة الآلهة المصطنعة على مرّ التاريخ .

كل مَثَل من هذه المثل العليا التي تتحوّل إلى تمثال ضمن ظروف تطوّرها بالشكل الذي شرحناه ، يجد في مجموعة من الناس مدافعين طبيعيين ؛ لارتباط مصالح هذه المجموعة ، وترفها وكيانها المادي والدنيوي ببقاء هذا المثل الذي تحوّل إلى تمثال ؛ ولذلك تقف هذه المجموعة في وجه الأنبياء ليدافعوا عن مصالحهم ودنياهم وترفهم .

من هنا أبرز القرآن الكريم سنّة من سنن التاريخ ، وهي أنّ الأنبياء كانوا دوماً يواجهون المترفين من مجتمعاتهم كقطب آخر من المعارضة مع هذا النبي ؛ لأنّ المترفين المنعّمين على حساب الناس يجعلون من المثال المتحوّل إلى تمثال ، مبرراً لوجودهم ؛ ولذلك نجد هؤلاء المترفين المستفيدين في الخط المعارض للأنبياء دائماً :

( وَكَذَلِكَ مَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ فِي قَرْيَةٍ مِنْ نَذِيرٍ إِلاّ قَالَ مُتْرَفُوهَا إِنَّا

نام کتاب : المجتمع والتاريخ نویسنده : المطهري، الشيخ مرتضى    جلد : 1  صفحه : 396
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست