الذين يصدرون إلى المجتمع هذه البضاعة الفكرية ـ على حد قول ماركس ـ إلى جانب تصديرهم بضاعتهم المادية .
ومن الطبيعي أيضاً أن يكون منطق الأنبياء منطق التحرّك والتعقّل وعدم الالتفات إلى التقاليد والأعراف السائدة . لكن هذا المنطق ليس انعكاساً طبيعياً وجبرياً عن فقر الأنبياء وحرمانهم ، بل هو منطق الأفراد الذين بلغوا مرحلة الكمال في إنسانيتهم ، أي في منطقهم وتعقّلهم وعواطفهم ومشاعرهم الإنسانية . وسنوضح ـ فيما بعد ـ أنّ الإنسان كلما ارتقى على مدارج النموّ والكمال الإنساني ، تقل تبعيّته لمحيطه الطبيعي والاجتماعي ولظروفه المادية ويتجّه نحو التحرّر والاستقلال .
منطق الأنبياء المستقل يفرض عدمَ تقيّدهم بالعادات والتقاليد ، ودعوة الناس إلى التحرّر من الالتزام الأعمى بتلك الأعراف والتقاليد .
سادساً : ما قيل حول الاستضعاف والاستشهاد بآية الاستضعاف : ( وَنُرِيدُ أَنْ نَمُنَّ عَلَى الَّذِينَ اسْتُضْعِفُوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الْوَارِثِينَ ) . مرفوض لسببين .
1 ـ وجود آيات عديدة تصوّر حركة التاريخ بشكل يختلف عن التصوير الذي استنتجه هؤلاء الكتّاب من آية الاستضعاف .
2 ـ عدم عمومية الآية وعدم كلّيتها لارتباطها بالآيات السابقة والتالية لها .
وسنفصّل الكلام في هاتين النقطتين .
اتجاه حركة التاريخ في نظر القرآن :
القرآن الكريم يؤكّد أنّ حركة التاريخ تتجه نحو انتصار الإيمان على