و له من الذكور: مالك، و الصّلت، و يخلد؛ بفتح التحتية و سكون المعجمة و ضم اللام فدال مهملة، و به يكنى أبوه، و لم يعقب إلا من مالك كما تقدم.

تنبيه‌

وقع لبعضهم أن كنانة تزوّج زوجة أبيه برة بنت أدّ بن طابخة بعد موت أبيه خزيمة على ما كانت الجاهلية تفعله إذا مات الرجل خلف على زوجته أكبر أولاده من غيرها فولدت له النّضر، و تبعه السهيلى‌ [1] و قال: و لذلك قال تعالى: وَ لا تَنْكِحُوا ما نَكَحَ آباؤُكُمْ مِنَ النِّساءِ إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ‌ [2] أى من تحليل ذلك قبل الإسلام، قال: و فائدة الاستثناء هنا لئلا يعاب نسب النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و ليعلم أنه لم يكن فى أجداده سفاح، أ لا ترى أنه لم يقل فى شي‌ء نهى عنه فى القرآن: إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ‌ إلا فى هذه الآية و فى الجمع بين الأختين و أن الجمع بينهما كان فى شرع من قبلنا، و قد جمع يعقوب بين أختين و هما راجيل- بجيم كما فى «السبل» أو حاء مهملة كما فى «القاموس»- وليّا، فقوله: إِلَّا ما قَدْ سَلَفَ‌ التفات إلى هذا المعنى.

و تعقبه الحافظ القطب عبد الكريم الحلبي‌ [3] ثم المصرى فى «شرح السيرة لعبد الغنى» بما حاصله أن هذا غلط نشأ من اشتباه، و ذلك أن أبا عثمان الجاحظ قال: إن كنانة خلف على زوجة أبيه بعد وفاته و هى: برة بنت أدّ بن طابخة، فماتت و لم تلد لا ذكرا و لا أنثى فنكح بنت أخيها و هى: برة بنت مر ابن أدّ بن طابخة فولدت له النّضر. قال: و إنما غلط كثير لما سمعوا أن كنانة خلف على زوجة أبيه لاتفاق اسمهما. قال: و هذا الذي عليه مشايخنا من‌

[1] هو عبد الرحمن بن عبد اللّه بن أحمد الخثعمى السهيلى، أبو القاسم، حافظ لغوى عالم بالتفسير، توفى بمراكش (581 ه). لنظر: الأعلام 3/ 313، وفيات الأعيان (1/ 280)، شذرات الذهب (4/ 271).

[2] سورة النساء: 22.

[3] هو عبد الكريم بن عبد النور بن منير الحلبي، ثم المصرى، الحنبليّ، محدث، حافظ مؤرخ، حكيم، ولد بحلب سنة (664 ه)، و توفى بمصر سنة (735 ه)، و من مؤلفاته: «شرح السيرة النبوية لعبد الغنى المقدسى» و المسمى «المورد العذب الهنى فى الكلام على سيرة عبد الغنى». انظر: معجم المؤلفين (5/ 318).