و هو الجد الثالث لرسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و الجد الرابع لعثمان- رضى اللّه عنه- و الجد التاسع لإمامنا الشافعى رضى اللّه عنه.

(و اسمه) كما قال إمامنا الشافعى رضى اللّه عنه: (المغيرة) منقول من الوصف، و الهاء للمبالغة، سمى به تفاؤلا لأنه يغير على الأعداء. و ساد فى حياة أبيه، و كان مطاعا فى قريش، و يدعى القمر لجماله.

قال الواقدى: و كان فيه نور رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم، و فى يده لواء نزار و قوس إسماعيل. و ذكر ابن الزّبير عن موسى بن عقبة: أنه وجد كتابا فى حجر: «أنا المغيرة بن قصىّ آمر بتقوى اللّه و صلة الرحم». و إياه عنى القائل:

و كانت قريش بيضة فتفلّقت‌ * * * فالمحّ‌ [1]خالصه لعبد مناف‌

قال ابن هشام: و مات بغزة.

(ابن قصىّ) بضم القاف، تصغير قصى بفتح فكسر فياء ساكنة، من قصا يقصو إذا بعد (و اسمه مجمّع) بتشديد الميم، اسم فاعل من جمّع مشددا، إما لأنه جمع قومه و أدخلهم مكة بعد تفرقهم فى البلاد، و إليه يشير قول شاعرهم:

أبوكم قصىّ كان يدعى مجمّعا * * * به جمع اللّه القبائل من فهر

أو لأنه كان يجمع قومه يوم العروبة فيذكرهم و يأمرهم بتعظيم الحرم و يخبرهم أنه سيبعث فيه نبى. و لا مانع من تعدد السبب، و لا يخالف ما يأتى أن كعبا كان يفعل ذلك و يخبرهم أنه سيبعث فيه نبى.

و قيل: اسمه زيد، حكاه أحمد بن حنبل عن إمامنا الشافعى- رضى اللّه عنهما- و به جزم فى «السبل» و «التوشيح» و «العيون» و «العراقى» [2].

و قيل: يزيد بزيادة ياء أوله حكاه الحاكم عنه أيضا لكنه لا يساوى ما حكاه‌

[1] المح: هو الخالص من كل شي‌ء، أصفر البيضة.

[2] أى فى: «الدرة السنية فى نظم السيرة النبوية» للحافظ زين الدين عبد الرحيم بن حسين العراقى.