نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 625
[تأليفه صلى اللّه عليه و سلم للقلوب]
(و) كان صلى اللّه عليه و سلم (يتألّف) بفتحات مشدد اللام (أهل الشرف) أى يستجلب بمكارم أخلاقه ألفة ذوى الشرف فى قومهم و محبتهم له صلى اللّه عليه و سلم، و كان يعطيهم المال الكثير، و يترقب بإعطائهم و مراعاتهم إسلام نظرائهم؛ كالأقرع بن حابس، و عيينة بن حصن، و العباس بن مرداس، و قد عدّهم فى «القاموس» فبلغوا أحد و ثلاثين رجلا. و من ثم قال صفوان بن أمية: لقد أعطانى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم ما أعطانى و إنه لأبغض الناس إلىّ، فما برح يعطينى حتى إنه لأحب الناس إلى.
قال ابن شهاب: أعطاه يوم حنين مائة من الغنم، ثم مائة، ثم مائة.
قال القسطلانى: و إنما أعطاه ذلك لأنه علم أن داءه لا يزول إلا بهذا الدواء و هو الإحسان فعالجه به حتى برىء من داء الكفر و أسلم، و هذا من كمال شفقته و رأفته و رحمته إذ عامله بكمال الإحسان، و أنقذه من حر النيران إلى برد لطف الجنان .. انتهى.
(و يكرم أهل الفضل) من ذوى الصلاح و الشرف؛ يبجلهم، و يعظمهم، و يميزهم على غيرهم ممن لم يتصف بوصفهم؛ وفاء بحقهم، و ترغيبا لمن سواهم فى التحلى بحليهم.
و كان من سيرته فى جزأ الأمة: إيثار أهل الفضل بإذنه، و قسمه على قدر فضلهم فى الدين دون أحسابهم و أنسابهم؛ لأن أولئك أكرم و أفضل: إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقاكُمْ[1].
و كان يؤلفهم و لا ينفرهم، و يكرم كريم كل قوم و يوليه عليهم، و يحذر الناس و يحترس منهم من غير أن يطوى عن أحد بشره- أى طلاقة وجهه