قال فى «النسيم»: و ليس المراد من عظمها أنها مفرطة فى الكبر بل إنها كبيرة كبرا نسبيّا؛ لأن صغرها و إفراط كبرها غير ممدوح؛ لدلالته على قلة العقل، و الخفة فى الأول، و البلادة و قلة الفهم فى الثانى .. انتهى.

فائدة

مجمع الحواس فى الرأس عشر: خمس ظاهرة و هى: العين، و الأذن، و الشم، و الذوق، و اللمس، و يشاركه فى هذا سائر البدن، و خمس باطنة و هى: الحس المشترك، و مركزة مقدم الدماغ، و القوة المصورة و هى أعلى منه، و القوة الخيالية و هى فى وسط الدماغ، فالقوة الحافظة و هى فى مؤخر الدماغ، و القوة الوهمية أعلا منها، و الحواس الظاهرة توصل للباطنة، و هى توصل للنفس، و المحرك للحواس القلب.

[صفة شعره صلى اللّه عليه و سلم‌]

(شعره) ينتهى‌ (إلى الشّحمة الأذنيّة) كما فى رواية الشيخين عن البراء، و فى رواية: ذا وفرة، و هو بمعناه كما قاله السيوطى، و فى رواية: فوق الجمّة و دون الوفرة، و فى أخرى: إلى أذنيه، و فى أخرى: بين أذنيه و عاتقه، و فى الصحيحين: إلى أنصاف أذنيه، و فى رواية: يضرب منكبيه، و فى أخرى: إلى كتفيه أو منكبيه.

قال العلامة ابن حجر: و جمع بينهما بأن مما يلى الأذن من الشعر هو الذي يبلغ شحمتها، و ما خلفهما هو الذي يضرب منكبيه، أو أن ذلك لاختلاف الأوقات، و كان إذا غفل عن تقصيرها بلغت المنكب، و إذا قصرها كانت إلى الأذن أو شحمتها أو نصفها، فكانت تطول و تقصر بحسب ذلك .. انتهى.

و كان صلى اللّه عليه و سلم لا يحلقه إلا للنسك، و حلقه أربع مرات.