[تعليم جبريل رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم الصلاة]

ثم الذي يظهر أنه لما فرغ من محاجّة قريش و انصرفوا جاءه جبريل بعد الزوال ليعلمه كيفية الصلاة التي فرضت عليه و على أمته؛ لأنهم أجمعوا على أن أول صلاة صلاها بعد الإسراء هى الظهر يومه، و أنه صلى اللّه عليه و سلم جمع الصحابة و أخبرهم بأن جبريل جاءه ليعلمهم الصلوات التي فرضت عليهم و أوقاتها، فأحرم جبريل إماما عند البيت، و أحرم النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و أصحابه خلف جبريل فهو الإمام لهم لكنهم لم يروا جبريل و النبيّ صلى اللّه عليه و سلم راء له.

كان النبيّ كالرابطة لهم خلافا لمن زعم أنهم مقتدون بالنبى صلى اللّه عليه و سلم إلا إن أراد صورة المتابعة المذكورة، و كذا بقية الصلوات فى اليومين، و إنما لم يجب صبح ذلك اليوم لأنها متوقفة على التعليم و لم يوجد.

و اختيرت صلاة الظهر ابتداء إشارة إلى ظهور دينه صلى اللّه عليه و سلم على سائر الأديان ظهورها على سائر الصلوات. و فى توقف مجي‌ء العير على يوم الأربعاء دليل على أن اليومين اللذين صلى بهم جبريل قبله يوما الإثنين و الثلاثاء، و يلزم منه أن يكون الإسراء ليلة الإثنين، و به قال ابن دحية كما تقدم .. و اللّه أعلم.

(عطّر اللّهمّ قبره الكريم، بعرف شذىّ من صلاة و تسليم اللّهمّ صلّ و سلّم و بارك عليه)