و أم أيمن الحبشية [1].

و خرجوا مشاة إلى البحر فاستأجروا سفينة بنصف دينار، فكانت هذه أول هجرة فى الإسلام.

و ذلك‌ (فى) رجب. (سنة خمس) من النبوة متوجهين‌ (إلى النّاحية) أى الجهة (النّجاشيّة) نسبة إلى النجاشى ملك الحبشة، و المراد به هنا: الرجل الصالح أصحمة الملقب بالنجاشى: أسلم فى زمن النبيّ صلى اللّه عليه و سلم و لم يجتمع به، فهو معدود من التابعين- رضى اللّه عنهم، أسلم على يده: عمرو بن العاص الصحابى الآتى ذكره قريبا. قال الزرقانى: و هى لطيفة صحابى أسلم على يد تابعى و لا يعلم مثله .. انتهى.

و النجاشى لقب لكل من ملك الحبشة، كما أن كل من ملك الروم يسمى قيصرا، و من ملك الفرس يسمى كسرى، و من ملك اليمن يسمى تبّعا، و من ملك الترك خاقان، و من ملك القبط فرعون، و من ملك مصر عزيز، و تبّع الحميرى لحمير، و دهمى و نغفور لملك الهند، و غانة للزنج، و بطليموس لليونان، و فطيون- بكسر الفاء و سكون الطاء المهملة فمثناة تحتية مضمومة فواو فنون- و مالخ أو شالخ لليهود، و للصابئة نمروذ، و جالوت من ملك البربر، و إخشيد من ملك الفرغانة، و نعمان من ملك العرب من قبل العجم. كذا فى «المقتفى»، و فى سيرة مغلطاى: و فرعون من ملك مصر و الشام، و إذا أضيف إليها الإسكندرية فهو: العزيز أو المقوقس.

فلما علمت قريش باستقرار المهاجرين فى الحبشة و أمنهم أرسلوا عمرو بن العاص و عبد اللّه بن ربيعة بهدايا و تحف من بلادهم إلى النجاشى ليرد المهاجرين إلى قومهم، فأبى ذلك و ردهما خائبين و لم يقبل هديتهما، فأقام المسلمون بها شعبان و رمضان، و فيه كانت قصة الغرانيق لما سجد رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و سجد المشركون، و فشا أمر تلك السجدة فى الناس حتى بلغ أرض‌

[1] هى بركة الحبشية أم أيمن مولاة رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم و حاضنته، أسلمت قديما. (تجريد أسماء الصحابة 1/ 41).