نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 363
و غير صالحة بالنسبة للدنيا كرؤيا يوم أحد.
و المراد بالصادقة: التي لا كذب فيها إذ لم يكن ضغثا و لا من تلبيس شيطان.
(الجليّة) الظاهرة بحيث لم تكن تحتاج إلى تعبير و تأويل، و هى من أقسام الوحى فيطلع اللّه النائم على ما جهله من معرفة اللّه سبحانه و تعالى، و الكائن فى يقظته، و لذا كان صلى اللّه عليه و سلم إذا أصبح سأل أصحابه: «هل رأى أحد منكم رؤيا هذه الليلة؟» [1]. و ذلك لأنها آثار نبوّته فى الجملة كما ورد فكان صلى اللّه عليه و سلم يحب أن يشهدها فى أمته، و هى باقية لأمته صلى اللّه عليه و سلم. قال صلى اللّه عليه و سلم: «الرؤيا الصادقة- و فى البخاري: «الحسنة» أى الصادقة- من الرجل الصالح جزء من ستة و أربعين جزءا من النبوة» [2].
قال بعضهم: لأن النبوة بالوحى و الرؤيا ثلاث و عشرون سنة، و الرؤيا منها:
نصف سنة. و ما ذكر من السنين لو قسم أنصافا لكان ستة و أربعين نصفا، و نسبة الرؤيا لذلك جزءا من ستة و أربعين جزءا، و حينئذ يكون المعنى:
و رؤيتى جزء من ستة و أربعين جزءا من نبوتى.
و لا يخفى أن هذا لا يناسب الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح؛ إذ هو يقتضى أن مطلق الرؤيا الصالحة جزء من مطلق النبوة الشامل لنبوته و نبوة غيره. فتأمل.
قال الحلبي فى «إنسان العيون»: و لم أقف فى كلام أحد على مشاركة أحد من الأنبياء له صلى اللّه عليه و سلم فى هاتين المدتين .. أى مدتى الوحى و الرؤيا.
و عليه تحمل الخصوصية التي ادعاها بعضهم و إلا فقد جاء: «أوّل ما يؤتى به الأنبياء فى المنام حتى تهدأ قلوبهم، ثم ينزل الوحى» [3] أى فى اليقظة.