نام کتاب : الكوكب الأنور على عقد الجوهر في مولد النبي الأزهر(ص) نویسنده : البرزنجي، جعفر بن حسن جلد : 1 صفحه : 273
و على تقدير صحة الروايات كلها و الجمع بينها بأن الختم تعدد، فليس منها خاتم النبوّة إلا الذي كان على كتفه الشريف عند حليمة، لما علمت، و لما مر عن السهيلى، و يحمل باقيها على ما مر عن الحلبي فى «إنسان العيون» من أن المراد من تعدد الختم فى المحال المذكورة: المبالغة فى حفظ ما فى قلبه من نور النبوة و الحكمة و الإيمان، و خصّ بين الكتفين؛ لأنه أقرب إلى القلب من بقية الجسد. فإبعاد القليوبى لتعدد محله مع الإمكان غير مستقيم.
و الصحيح أن خاتم النبوة لم يرفع عند موته صلى اللّه عليه و سلم، و ما روى عن عائشة- رضى اللّه تعالى عنها- أنها قالت: «التمست الخاتم حين توفى رسول اللّه صلى اللّه عليه و سلم فوجدته قد رفع». مؤوّل بأن المراد قد رفع ظهوره، فلا ينافى أنه اختفى و تقلص كما يتقلص الإنسان بعد الوفاة. على أن العلّامة الشامى توقف فى صحة ذلك الحديث، فقال: لا أظنه صحيحا، فلينظر سنده.
و وضع الخاتم بين كتفيه صلى اللّه عليه و سلم بإزاء قلبه- كما مر- مما اختص به على سائر الأنبياء، فقد روى الحاكم فى «المستدرك» عن وهب بن منبه قال: لم يبعث اللّه نبيّا إلا و قد كانت عليه شامة النبوة فى يده اليمنى، إلا أن يكون نبينا فإن شامة النبوة كانت بين كتفيه [1]. و به جزم الجلال- كما تقدم-. قال الحلبي:
لم أقف على بيان تلك الشامات التي كانت للأنبياء غير نبينا ما هى؟.
و فى «النعمة الكبرى»: أنها كانت شامات سوداء.
تنبيه
ما مر عن الجلال فى قوله: «و جعل خاتم النبوة على ظهره ... إلخ»، مشكل؛ إذ مفهومه أن للشيطان موضع الدخول لقلوب الأنبياء غير نبينا صلى اللّه عليه و سلم و عليهم لم يختم، و لا يخفى ما فيه من الخطورة، ما أشنعها من عبارة و أخطأها من إشارة؛ كذا قال القسطلانى فيما كتبه على هامش «الخصائص».