زارني في دمشق من أرض نجد # لك طيف سرى تفكك [1] اسرى
و أراد الخيال لثمي فصيرت # لثامي دون المراشف سترا
و اختلسنا ظباء نجد بأرض الشام # بعد الرقاد بدرا فبدرا
فاصرفي الكاس من رضا بك عني [2] # حاش للّه أن أرشف خمرا
قد كفاني الخيال منك و لو # زرت لأصبحت مثل طيفك ذكرا
و للتهامي
هي البدر لكن تستر مدى الدّهر # و كان سرار البدر يومين في الشهر
هلالية نيل الأهلة دونها # و كل نفيس القدر ذو مطلب وعر
لها سيف طرف لا يزايل جفنه # و لم أر سيفا قط في جفنه يفري
و يقصر ليلي إن ألمت لأنها # صباح و هل لليل بقيا مع الفجر
أقول لها و العيس تحدج [3] للنوى # أعدي لبعدي ما استطعت من الصبر
سأنفق ريعان الشبيبة دائبا # على طلب العلياء أو طلب الأجر
أ ليس من الخسران أنّ لياليا # تمر بلا نفع و تحسب من عمري
و له من أبيات يرثي بها ولده
أتى الدهر من حيث لا أتقي # و خان من السبب الأوثق
فقل للحوادث من بعده # أسفي [4] بمن شئت أو حلقي [5]
أمنتك لم يبق لي ما أخاف # عليه الحمام و لا أتقي
و قد كنت اشفق مما دهاه # فقد سكنت لوعة المشفق
و لما قضى دونه أترابه # تيقنت أنّ الردى ينتقي
يعز على حاسدي أنني # إذا طرق الخطب لم أطرق
و أنّي طود إذا صادمته # رياح الحوادث لم تقلق
[1] تفكك: اطلق.
[2] الرضاب الريق المرشوف. لعاب العسل و رغوته. في بعض النسخ فاصرف.
[3] الحدج بالكسر الحمل و مركب من مراكب النساء.
[4] سف الطائر: مر على وجه الأرض و نزل الى قربها.
[5] حلق الطائر: ارتفع في طيرانه و استدار كالحلقة.