ذكر أحد القُضاة في مدينة همدان : أنَّه تعرَّف إلى شخصٍ مرموقٍ في هذه المدينة ، واقترض هذا مبلغاً مِن المال مِن أحد الأشخاص ، وأعطاه إيصالاً بخطِّ يده ، تعهَّد فيه بتسديد مبلغ القرض في التاريخ الفُلاني ، وفي التاريخ المُحدَّد أحضر المَدين المبلغ الذي اقترضه ، وجاء إلى الدائن ؛ ليُسلِّمه المبلغ ، ويسترجع منه الإيصال ، ولكنَّ الدائن قال له : إنِّي لا أدري أين وضعت إيصالك ، وإذا توافق فإنِّي أُعطيك إيصالاً آخر ، بدل إيصالك القديم . ووافق المَدين واستلم الإيصال مِن الدائن .
يقول القاضي : إنِّي كنت على علم بهذه القضيَّة ، وبعد فترة توفِّي صديقي ، وبعدها عثر الشخص الذي أُعطي القرض (الدائن) على الإيصال ، الذي سبق أنْ أعطاه له المَدين (المُتوفَّى) فأخذ الإيصال ، وذهب إلى زوجة المُتوفَّى ، وطالبها بالمبلغ المذكور في الإيصال ، وبما أنَّ الزوجة كانت على علم بالأمر ، قالت للدائن : إنَّ زوجي عندما كان على قيد الحياة ، دفع لك ما بذمَّته واستلم منك إيصالاً بذلك . فقال لها الدائن : إذنْ ، أعطيني إيصالي . ولكنَّ الزوجة لم تعثر على الإيصال ، فأقام الدائن دعوى أمام المحكمة ضِدَّ المَدين (المُتوفَّى) ، وطلب مِن قاضي المحكمة ـ وهو صديق المُتوفَّى ـ النظر في القضيَّة ، والقاضي كان يعلم بأنَّ صديقه قد سَدَّد دينه ، ولكنَّه وافق على النظر في القضيَّة ؛ استناداً إلى القوانين القضائيَّة ، وأبلغ زوجة صديقه المُتوفَّى بأنَّ عليها أنْ تعثر على إيصال المُدَّعي ، وتُسلِّمه إلى المحكمة .
بحثت الزوجة كثيراً عن الإيصال ، ولكنْ دون جدوى ، وكان القاضي على وَشك أنْ يُصدِّر حُكمه لصالح المُدَّعي ، عندها رأت الزوجة زوجها في المنام وسألته : هل سَدَّدت قرض فُلان ؟