توجَّه علقمة بن وائل إلى المدينة المنوَّرة ؛ للقاء النبي (صلى الله عليه وآله) ، فتشرَّف بحضرته ، وعرض عليه حاجته ، ثمَّ قصد الذهاب إلى دار أحد كبار الأنصار في المدينة ، ولكنَّه لم يكن يعرف الدار ، وكان مُعاوية بن أبي سفيان حاضراً في المجلس ، فأمره النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)بإرشاد علقمة إلى دار الأنصاري .
يقول مُعاوية : خرجت بصحبة علقمة مِن عند النبي ، فركب ناقته ، وأخذت أسير بقدمين حافيتين على شِدَّة الحَرِّ ، فقلت له في أثناء الطريق : لقد احترقت قدماي مِن شِدَّة الحَرِّ ؛ فأردفني خلفك .
قال علقمة : إنَّك لا تليق بأنْ تركب رِدف السلاطين والعُظماء .
قلت : أنا ابن أبي سفيان .
قال علقمة : أعلم ذلك . لقد ذكر لي النبي هذا الأمر مُسبقاً .
ـ إذا كنت لا تسمح لي بالركوب خلفك ، فانزع خُفَّيك لألبسهما وأتَّقي وَهَج الأرض .
قال علقمة : إنَّ خُفَّي أكبر مِن قدميك ... ولكنْ أسمح لك بالسير في ظِلِّ ناقتي ، وفي هذا تسامح كبير مِنِّي تِجاهَك ، وفي نفس الوقت مُدعاة للفخر والاعتزاز لك ، فتستطيع التباهي أمام الناس ، أنَّك سِرت في ظِلِّ ناقتي [1] .