بلغ المنصور الدوانيقي ، أنَّ مَبْلغاً ضَخماً مِن أموال بني أُميَّة مُودعة عند رجل ، فأمر الربيع بإحضاره .
يقول الربيع : فأحضرت الرجل ، وأخذته إلى مجلس المنصور .
فقال له المنصور : بلغني أنَّ أموال بَني أُميَّة مودَعة عندك ، ويجب أنْ تُسلِّمني إيَّاها بأجمعها .
فقال الرجل : هل الخليفة وارث الأُمويِّين ؟!
فأجاب : كلاَّ .
فقال : هل الخليفة وصيُّ الأُمويِّين ؟!
فقال المنصور : كلاَّ .
فقال الرجل : فكيف تُطالبني بأموال بَني أُميَّة ؟!
فأطرق المنصور بُرهةً ، ثمَّ قال : إنَّ الأُمويِّين ظلموا المسلمين ، وانتهكوا حُقوقهم ، وغصبوا أموال المسلمين وأودعوها في بيت المال .
فقال الرجل : إنَّ الأُمويِّين امتلكوا أموالاً كثيرة ، كانت خاصَّة بهم ، وعلى الخليفة أنْ يُقيم شاهداً عدلاً ، على أنَّ الأموال التي في يدي لبَني أُميَّة ، هي مِن الأموال التي غصبوها وابتزُّوها مِن غير حَقٍّ .
فكَّر المنصور ساعة ، ثمَّ قال للربيع : إنَّ الرجل يصدق .