responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 404

وحملها الإنسان إنَّه كان ظَلوماً جَهولاً

استدعى عبد الملك بن مروان يوماً ابن عيينة وقال له :

أُريد أنْ أولِّيك مصر وأعهد إليك بإدارة أُمورها .

وكان ابن عينية عارفاً بما يَحفُّ بهذه التولية مِن أخطار ، ويُدرك أنَّ قَبولها مِن دون أنْ يتعرَّض لخطر التلوُّث بظلم أو جور غير مُمكن.

فقال لعبد الملك : يا أمير المؤمنين ، إنَّني قد اعتزلت ولا قدرة لي على القيام بما تعهده إليَّ .

فغضب عبد الملك وقال مُحتدَّاً : إنَّها ولاية يبذل الآخرون الأرواح في طلبها ، ويتسبَّبون لها الأسباب ، فأعرضها عليك مِن دون طلب منك فترفضها !

فقال لعبد الملك : يا أمير المؤمنين ، أتأذن لي بكلمة ؟

فقال : قُلْ .

قال : جاء في القرآن الكريم : (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب :) ، فالله تعالى لم يغضب عندما أبين أنْ يحملنها ، ولكنَّك غضبت إذ امتنعتُ عن قبول ولاية مصر ؟

فزال غضب عبد الملك وأكرمه .

إنَّ العقل النَّيِّر والضمير اليقظ وكرامة النفس والوجدان الواعي ، كلَّها توجِب على الإنسان أنْ يتدبَّر أعماله ، وأنْ لا يحيد عن طرق الحَقِّ والفضيلة ، وأنْ لا يقرب الأعمال غير الإنسانيَّة التي يأباها الضمير ، وأن لا يلوِّث نفسه بالفساد والخبث ، وأنْ لا يدوس على الكرامة الإنسانيَّة في سبيل الوصول إلى الدنيا عن طريق غير مشروع[1] .


[1] الأخلاق ، ج2 .

نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 404
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست