responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 327

اللَّهمَّ إنِّي أمسيت عنه راضياً فارضَ عنه

ومثلما يسعى الناس بدافع مِمَّا فيهم مِن أنانيَّة ورغبة في الحياة ، إلى مُعالجة أمراضهم الجسميَّة ، ويبحثون عن الدواء والعلاج ، كذلك يسعى الذين يتمسَّكون بالحياة الإنسانيَّة والمعنويَّة بدافع مِن حُبِّ الذات وعِشق السموِّ والكمال ، مِن أجل إصلاح أفكارهم وأخلاقهم ، ويُباشرون بإرادة قويَّة بمُعالجة أنفسهم ، فيقومون بواجباتهم ، دون أنْ يُبالوا بالمشقَّات والصعاب . هؤلاء يستطيعون تزكية أنفسهم بما يبذلونه مِن سَعي وجُهد ، ويتخلَّقون بمكارم الأخلاق والسجايا الإنسانيَّة ، ليبلغوا في النهاية الكمال اللائق بمقام الإنسان .

أمثال هؤلاء كثيرون بين المسلمين ، مُنذ عهد الرسول حتَّى العصر الحاضر ، مِن الرجال والنساء مِن ذوي الإرادة القويَّة والعزم الراسخ ، وعلى الرغم مِن أنْ أكثريَّة هؤلاء مجهلون ، إلاَّ أنَّ التاريخ احتفظ لنا ببعض الأسماء ، وفيها اسم عبد الله ذي البِجادَين .

كان عبد الله مِن قبيلة (هزينة) وكان اسمه عبد العُزَّى ـ والعُزَّى هو أحد أصنام عرب الجاهليَّة ـ مات أبوه وهو صغير ، فكفله عَمُّه العابد للأصنام فعَني به وربَّاه حتَّى بلغ سِنَّ الشباب ، فوهب له بعض أمواله وأغنامه . يومئذ كان الإسلام قد بدأ يُثير الحماس والتحرُّك في الناس ، وكان كلام يدور في كلِّ مكان على هذا الدين الجديد ، فكان أنْ أخذ عبد العُزَّى الشابّ يبحث عن حقيقة أمر هذا الدين بكلِّ حَماس وعِشق ، مُتابعاً جميع الشؤون الإسلاميَّة ، وعلى أثر سماعه كلام نبيِّ الإسلام والتعرُّف على التعاليم الإلهيَّة ، أدرك فساد المُعتقدات التي كان هو وقبيلته يتَّبعونه ، فعافت نفسه الأصنام وعبادتها والعادات الجاهليَّة ، وآمن في قلبه بدين الله ولكنَّه لم يُظهر ذلك علانيَّة رعاية لعَمِّه .

نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 327
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست