يقول الحسين بن أبي العلاء : كنَّا في نحو عشرين نفراً عزمنا على الحَجِّ إلى بيت الله الحرام في مصاريف مُشتركة . وكنت أذبح لهم شاة في كل منزل ننزل فيه . وفي يوم ، ونحن في السفر ، زرت الإمام الصادق (عليه السلام) ، فقال لي : (يا حسين ، أُتذلُّ المؤمنين ؟!) .
قلت : أعوذ بالله مِن ذلك .
فقال (عليه السلام) : (بلغني أنَّك تذبح لهم في كلِّ منزل شاةً) .
فقلت : يا مولاي ، والله ما أردت بذلك غير وجه الله تعالى .
فقال (عليه السلام) : (أما كنت ترى أنَّ فيهم مَن يُحبُّ أنْ يفعل مثل أفعالك فلا يبلغ مقدرته ذلك ، فيتقاصر إليه نفسه ؟!) .
قلت : يا ابن رسول الله ، أستغفر الله ولا أعود .
لم يكن الحسين بن العلاء يرى مِن عمله سوى قرى رفاق سفره ، دون أنْ ينتبه لما في ذلك في تحقير للآخرين ، فبيَّن له الإمام الصادق عيبه الأخلاقي ، فتنبَّه الرجل إلى ذلك فوراً ، ولم يعد لمثله [1] .