إنَّ رجلاً مِن أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) لسَعَته حَيَّة ، فقال له أمير المؤمنين (عليه السلام) : (أتدري لِما أصابك ما أصابك ؟) .
قال : لا .
قال : (أما تذكر حيث أقبل قنبر خادمي ، وأنت بحضرة فُلان العاتي ، فقمت له إجلالاً لإجلالك لي ؟
فقال لك : أتقوم لهذا بحضرتي ؟!
فقلتَ له : وما بالي لا أقوم ! وملائكة الله تضع له أجنحتها في طريقه فعليها يمشي . فلمَّا قلتَ هذا له قام إلى قنبر وضربه وشتمه وآذاه ، وتهدَّدني وألزمني الإغضاء على قَذى ... فإنْ أردت أنْ يُعافيك الله تعالى مِن هذا فاعقد أنْ لا تفعل بنا ولا بأحدٍ مِن موالينا بحضرة أعدائنا ما يُخاف علينا وعليهم) .
فلو كان ذلك الرجل المُخطئ في تصرُّفه فرداً عاقلاً حكيماً ، لما قام بذلك العمل ولما أدَّى إلى إهانة قنبر وأذيَّته .
ومِن هنا نقول : إنَّ الصديق الجاهل يؤذي صديقه ويُتعبه ، فهو يُحاول أنْ ينفعه فيضرُّه لجهله [1] .