responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 225

الدين الإسلامي سَخط وغَضب الشيوخ الطاعنين في السِّن ، الذين كانوا يغرقون في شِركهم وضلالهم نتيجة تعصبُّهم ولجاجتهم ، حتَّى وصل بهم الأمر إلى اتِّهام المسلمين بالفساد والضلالة ، وركَّزوا على هذا الاتِّهام في شكواهم مِن الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ، وأعربوا بكلِّ صراحة عن قلقهم إزاء ما يجري .

قال عتبة ـ وهو مِن مُشركي مَكَّة ـ لأسعد بن زرارة : خَرَجَ فينا رَجُلٌ يَدَّعي أنَّهُ رَسُولُ اللهِ ، سَفَّهَ أحْلامَنا وسَبَّ آلِهتَنَا ، وأفْسَدَ شُبّانَنا وفَرَّقَ جَماعَتَنا .

ولمَّا اجتمع رجال قريش وشيوخ المُشركين في دار الندوة ، لوضع مُخطَّط لمواجهة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) والوقوف بوجه الانتشار السريع للإسلام ، ومُحاربة أتباع الرسول (صلى الله عليه وآله) ، توالت الخُطب العنيفة ، ومِن جُملتها خُطبة ألقاها أبو جهل ركَّز فيها على عبارة : (أفسد شُبَّاننا) وأعرب عن قلقه العميق إزاء التأثير البالغ ، الذي تتركه دعوة الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) في نفوس شباب مَكَّة وفتيانها .

لقد بات اعتناق الشباب الدين الإسلامي حديث الساعة ، ومَحطَّ اهتمام الناس في صدر الإسلام ، فكان الآباء والأُمَّهات وعامَّة كِبار السِّنِّ في مَكَّة ، غاضبين جِدَّاً مِن استجابة فتيانهم وشُبَّانهم لدعوة النبي (صلى الله عليه وآله) وتعاونهم معه بكلِّ حُبٍّ وإخلاصٍ . حتَّى إنَّهم لجأوا إلى استخدام شتَّى وسائل التعذيب والضغط بحقِّ أبنائهم لصَدِّهم عن اتِّباع الرسول ، وثنيهم عن مسيرتهم وإجبارهم على العودة لعبادة الأصنام آلهة آبائهم وأجدادهم ، إلاَّ أنَّ أساليب الضغط والتعذيب ، التي استخدمها مُشركو مَكَّة لم يكن لها أدنى تأثير في نفوس الشباب المؤمن ، ولم تستطع إرباك إيمانهم وصَدِّهم عن مسيرتهم في اتِّباع الرسول الأكرم (صلى الله عليه وآله) ؛ لأنَّ ما جاء به النبي (صلى الله عليه وآله) هو أقرب إلى عقولهم وفطرتهم ، وكان بمثابة الضالَّة التي تبحث عنها ضمائر الشباب الحيَّة والطاهرة ، وقد جاء الرسول (صلى الله عليه

نام کتاب : القصص التربوية نویسنده : الفلسفي، الشيخ محمد تقي    جلد : 1  صفحه : 225
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست