عن أبي عبد الله (عليه السلام) قال : (لمَّا أمر المَلِك بحبس يوسف في السِّجن ، ألهمه الله تبارك وتعالى تأويل الرُّؤيا ، فكان يُعبِّر لأهل السِّجن رؤياهم .
فقال صاحباه له : إنَّا رأينا رؤيا فعبِّرها لنا .
فقال : وما رأيتُما ؟
قال أحدهما : إنِّي أراني أحمل فوق رأسي خُبزاً تأكل الطير منه .
وقال الآخر : إنِّي رأيت أنَّي أسقي المَلِك خمر .
ففسَّر لهما رؤياهما بما في الكتاب ، ثمَّ قال ـ للذي ظنَّ أنَّه ناجٍ منهما ـ : اذكُرني عند رَبِّك .
قال : ولم يفزع يوسف في حاله إلى الله فيدعوه ، فلذلك قال الله تعالى : (... فَأَنسَاهُ الشَّيْطَانُ ذِكْرَ رَبِّهِ ...) .
قال أبو عبد الله (عليه السلام) قال الله ليوسف :
ألستُ الذي حبَّبتك إلى أبيك ، وفضَّلتك على الناس بالحُسن ؟! أوَ لستُ الذي سُقْت إليك السيَّارة وأنقذتك ، وأخرجتك مِن الجُبِّ ؟! أوَ لستُ الذي صرفت عنك كيد النِّسوة ؟! فما حَمَلك على أنْ تدعو مَخلوقاً هو دوني ؟! فالبث بما قلت بضع سنين) [1] .