قال البزنطي : بعث إليَّ الرضا (عليه السلام) فجئته إلى حَرباء ، فمكثتها عامَّة الليل ، ثمَّ أُوتيت بعِشاء ، فلمَّا أصبحت مِن العِشاء قال : (ما تُريد ، أتنام ؟) .
قلت : بلى ، جُعِلت فِداك .
فطرح عليَّ المِلحفة والكِساء ، ثمَّ قال : (بيَّتك الله في عافية) ، وكنَّا على سَطحٍ ، فلمَّا نزل مِن عندي قلتُ في نفسي : قد نِلتُ مِن هذا الرجل كرامة ما نالها أحدٌ قَطُّ .
فإذا هاتف يَهتف بي : يا أحمد ، ولم أعرف الصوت ، حتَّى جاءني مولىً له .
قال : فنظرت ، فإذا هو مُقبل إليَّ ، فقال : كفَّك . فنازلته كفِّي ، فعصره ، ثمَّ قال : إنَّ أمير المؤمنين (عليه السلام) أتى صعصعة بن صوحان عائداً له ، فلمَّا أراد أنْ يقوم مِن عنده قال : (يا صعصعة بن صوحان ، لا تفتخر بعيادتي إيَّاك ، وانظر لنفسك وكأنَّ الأمر قد وصل إليك ولا يُلهينَّك الأمل أستودعك الله) [1] .