و احتمال كونهما غافلين عمّا قاله النجاشي ساقط، و ظنّي أنّ كلمة تسعين لقربها حسّا من لفظة «سبعين» صحّفت منها: إمّا من النجاشي حين نقلها عن الكشي، أو عن غيره من الناسخين، و يؤيّده اتّفاق النسختين في لفظة «النيف» فإنّه يفيد أنّه نقله عنه، فصحّف السبعين بالتسعين، و اللّه يعلم.
2- فائدة [الحسين بن سعيد و حماد بن عثمان]
أقول: و من الغرائب أيضا أنّ صاحب المنتقى قد أنكر أيضا لقاء الحسين بن سعيد الاهوازي حمّاد بن عثمان الناب، كما فعل مثل ذلك في إبراهيم بن هاشم القمّي.
و لكنّه هناك كان معذورا لاشتهاره فيمن سبقه، بخلافه هنا فإنّه خالف فيه جميع من سبقه، و استند في تلك المخالفة بالممارسة، و هي تفيد خلاف ما أفاده.
حيث قال بعد نقل رواية الحسين بن سعيد عن حمّاد عن الحلبي، قال:
سألت أبا عبد اللّه (عليه السلام) عن رجل جعل اللّه عليه الشكر [2] أن يحرم من الكوفة، قال: فليحرم من الكوفة، و ليف للّه بما قال [3].
قد اتّفقت كلمة المتعرّضين لتصحيح الأخبار على صحّة هذا الخبر، و أوّلهم العلّامة في المنتهى، و لا شكّ عند الممارس في أنّه غير صحيح.