ما كان في نيتي أن أُسجّل هنا شيئاً يتصل بالوقف بعد أن أنهيت الحديث عنه وعن أقوال المذاهب فيه ، ولكن تشاء الصدف أن أقرأ شيئاً طريفاً وممتعاً عن الأوقاف المصرية في عهد المماليك والعثمانيين القدامى في نفس اللحظة التي انتقلتُ فيها من باب الوقف الى باب الحجر ، في هذه اللحظة بالذات وصلتني جريدة لسان الحال البيروتية ، وجريدة الأخبار المصرية تاريخ 7/7/1964 ، فتركتُ القلم ، وتصفحتُ الجريدتين ، لأعرف ما يجري حول غرفتي من حوادث ، ولأُخفّف عن نفسي أثقال الصبر على طعام واحد .
وإذا بي أرى في جريدة الأخبار أنّ في مديرية الأوقاف المصرية غرفة من حديد ، مضى عليها مئات السنين وهي مقفلة ، وشاءت المديرية أن تفتحها ، وتطّلع على ما في داخلها ، وما إن فتحت أبواب الغرفة حتى رؤيت آلاف الحجج والوثائق مكدسة تعلوها الأتربة ، فخصّصت عشرين موظفاً لفحصها ومعرفتها ، وحين باشروا بالعمل ، رأوا العجائب والغرائب ، 300 حجة كُتبت بماء الذهب ، وحجة يرجع تاريخها إلى ألف سنة . وقد أحسستُ بمتعة وطرافة في قراءتها ، إمّا لأنّها كذلك