لا يخفى على أحد أنّ لكل طائفة من أرباب الفنون و العلوم، بل لكل أمة، بل لكل بلد، أسلوبا خاصا من البيان و لهجة متميزة عن غيرها، فلهجة اليزدي غير لهجة الاصفهاني، و نغمة الاصفهاني غير نغمة الطهراني و الخراساني، و الكل فارسي إيراني.
و للأئمة-سلام اللّه عليهم-أسلوب خاص في الثناء على اللّه، و الحمد للّه، و الضراعة له، و المسألة منه، يعرف ذلك من مارس أحاديثهم، و آنس بكلامهم، و خاض في بحار أدعيتهم، و من حصلت له تلك الملكة و ذلك الأنس لا يشك في أنّ هذا الدعاء صادر منهم، و هو أشبه ما يكون بأدعية الأمير عليه السّلام، مثل دعاء كميل و غيره، فإنّ لكل إمام لهجة خاصة و أسلوبا خاصا على تقاربها و تشابهها جميعا.
و هذا الدعاء في أعلى مراتب الفصاحة و البلاغة و المتانة و القوة مع تمام الرغبة و الخضوع و الاستعارات العجيبة، أنظر إلى أول فقرة منه «يا من دلع لسان الصباح بنطق تبلجه» ، و اعجب لبلاغتها و بديع استعاراتها.
و إذا اتهجت إلى قوله: «يا من دلّ على ذاته بذاته» ، تقطع بأنها من كلماتهم-سلام اللّه عليهم-مثل قول زين العابدين عليه السّلام: «بك عرفتك، و أنت دللتني عليك» .
و بالجملة: فما أجود ما قال بعض علمائنا الأعلام: إننا كثيرا ما نصحح الأسانيد بالمتون، فلا يضرّ بهذا الدعاء الجليل ضعف سنده مع قوة متنه، فقد دلّ على ذاته بذاته، سبوح، لها منها عليها شواهد.