responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 294

3-فصل و أصل‌

هل في هذا الهيكل الإنساني سوى ما هو المعروف و المحسوس من أنه:

جسد و روح؟روح مجردة بسيطة، و جسد مادي مركب من العناصر، فهل ثمة شي‌ء ثالث؟

الجواب: نعم، و لكن لا تستغرب و لا تعجب لو قلت لك: إنّ في كل جسم حي مادي عنصري، جسم آخر أثيري سيال شفاف، أخف و ألطف من الهواء، هو برزخ بين الجسم المادي الثقيل، و الروح المجرد الخفيف، و لعل هذا هو الجسم البرزخي الذي يسأل في القبر و يحاسب، و ينعم إن كان تقيا، و يعذّب إن كان شقيا، و يبقى في نعيم أو حميم إلى يوم البعث، إلى يوم القيامة الذي تعود فيه هذه الأبدان العنصرية للحياة الأبدية.

و قد تلونا عليك من قبل أنّ الحقائق الحكمية و الدقائق الفلسفية لا تسعها العبارات اللفظية، و أنّ الألفاظ لا يقتنص منها شوارد المعاني، و أوابد الأسرار، و لكنها إذا كانت لا تحكي عن الحقيقة من كل وجه فقد تحكي عنها من وجه.

أ رأيتك حين تقول: روحي و جسدي و عقلي، من تعني بياء المتكلم؟و من هو الذي تقصده بقولك: «أنا و أنت و هو» و أمثالها من الضمائر؟

فهل تريد بقولك «أنا» لهذا الجسد الخاص، و لشخصيتك المتعينة من الجسد و النفس؟إذا فما ذا تريد بقولك «جسدي» ؟و من هو الذي أضفت إليه جسدك، أو أضفت جسدك أو نفسك أو عقلك إليه؟

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 294
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست