المهم و الاعضال في هذا الموضوع هو تصور كيف يعود هذا الجسم العنصري، التي تعتور عليه الأطوار و الأدوار المختلفة المتنوعة، التي ينتقل فيها من دور إلى دور، لا يدخل في واحد إلاّ بعد مفارقة ما قبله، و لا يتشكل إلاّ بشكل يباينه ما بعده، ينشأ جنينا، ثمّ طفلا رضيعا، ثمّ صبيا و غلاما، ثمّ شبابا و كهلا، ثمّ شيخا و هرما، فبأي صورة من هذه الصور يبعث؟و أي جسم من هذه الأجسام يعود؟
ثمّ كيف يعود، و قد تفرق و رجع كل شيء إلى أصله غازا و ترابا، و كل ما فيه من عناصر، و لو جمعت كلها و أعيدت فهو خلق جديد و جسد حادث، غايته أنه مثل الأول لا عين الأول؟مضافا إلى الشبهات الكثيرة، كاستحالة إعادة المعدوم، و شبهة الآكل و المأكول و غير ذلك.
و حيث إنّ الاعتقاد بالمعاد-روحا و جسما-يعدّ من أصول الدين الخمسة، أو من دعائم الإسلام الثلاثة: التوحيد، و النبوة، و المعاد، و مهما كان فلا مجال للشك بأنّ المعاد الجسماني على الإجمال من ضروريات دين الإسلام، و هل الضروري من الدين إلاّ ما يكون التدين بذلك الدين مستلزما للاعتقاد و التدين به؟
مثلا وجوب الصلاة من ضروريات دين الإسلام، فهل يعقل الالتزام بدين الإسلام مع عدم الالتزام بوجوب الصلاة؟و التصديق بنبوة النبي صلّى اللّه عليه و آله عبارة عن