هذه القضية من أمهات أو مهمات قضايا الفلسفة الإلهية، و هي تتصل اتصالا وثيقا بعلم الحكمة العالية.
و الإلهي بالمعنى الأعم الذي يبحث فيه عن الأمور العامة، كالوجود و الموجود، و كالواجب و الممكن، و العلة و المعلول، و الوحدة و الكثرة، و أمثالها، مما لا يتعلق بموضوع خاص، و لا حقيقة معينة من الأنواع، لا ذهنا و لا خارجا.
و للتمهيد و المقدمة نقول:
إنّ من المسائل الخلافية بين حكماء الإسلام و فلاسفة المسلمين مسألة
[1] -طلب مني غير واحد من الفضلاء أن أكتب عن هذه المسألة المعضلة (*) ، ما يندفع به إشكالها، و يرتفع إعضالها، و كنت في حدود سنة الرابعة أو الخامسة و خمسين بعد الألف و ثلاثمائة بعد رجوعنا من المؤتمر الإسلامي في القدس كتبت مقالة ضافية وافية نشرها الفاضل الأديب «تاج الدين الفاروقي» في صحيفته الغراء «الجامعة الإسلامية» التي كانت تصدر في «يافا» ، و لكن ذهب ذلك العدد و لا يحضرني حالا، و لذا ألجأني ذلك إلى كتابتها مجددا، و كتبنا شيئا عنها في أجوبة الفاضل الأديب «أحمد حامد الصراف» و هي مرسومة في دائرة المعارف العليا من مجاميعنا. (منه دام ظله العالي) .
(*) مسألة وحدة الوجود أو الموجود من معضلات المسائل العلمية و المباحث الغامضة، و مقصود شيخنا الإمام-دام ظله-في هذا المقام هو بيان هذه المسألة، و تشريح هذه النظرية و بحثها بحثا علميا تحليليا على حسب معتقد القائلين بها، و إظهار حقيقة رأيهم حول هذا الاعتقاد كما يعتقدون أنفسهم بأجلى بيان و أوضح عبارة.