responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 243

الراسخون، و العرفاء الشامخون، و لا تنكشف أستارها، و كنوزها لعامة الناس، بل و لا يتصورها بلمح الخيال أحد منهم.

و أما العامة: فهي الواضحة المكشوفة التي يستطيع كل متفكر و متدبر أن يعرفها و يتوصل إليها، و أعظمها و أهمها و أجلى المصالح و الأهداف التي يرمي إليها، و يتطلبها على الظاهر المكشوف، و التي يدركها كل ذي شعور، هي الناحية الاجتماعية.

و من المعلوم أنّ الإسلام دين اجتماعي، و قد أعطى للنواحي الاجتماعية أعظم الأهمية، فشرّع صلاة الجماعة في مسجد المحلة كل يوم ثلاث مرات، أو خمس، و صلاة الجمعة في المسجد كل أسبوع، و صلاة العيدين لعموم أهل كل بلد و ضواحيها كل سنة مرتين، و لم يكتف بذلك كله حتى دعى إلى مؤتمر عام بجميع أهل الحجى، و الثروة، و الطبقة الراقية، مالا و عقلا، من المسلمين المتفرقين في أقطار الأرض الشاسعة في صعيد واحد، ليتعارفوا أولا، فإذا تعارفوا تآلفوا، و إذا تآلفوا تكاتفوا و صار كل واحد منهم قوة للآخر، يتفقد شئونه، و يشاركه في سرّائه و ضرّائه، و نعيمه و شقائه، فتكون من ذلك للمسلمين قوة هائلة، لا تقاومها كل قوة في العالم.

أذكر أني عام (1330) هـ-أعني قبل إحدى و أربعين سنة-لما تشرفت للحج اجتمعت على ربوة [1] مساء حول مسجد الخيف بجماعة من الحجاج، فكان فيهم الصيني، و المراكشي، و اليماني، و العراقي، و الهندي، و كان فيهم من يحسن أكثر اللغات، فانجرّ الحديث إلى الحج و منافعه و فوائده، مع كثرة متاعبه،


[1] -الربوة المكان المرتفع-بضم الراء، قال الفيومي: و هو الأكثر، و الفتح لغة بني تميم، و الكسر لغة-سميت ربوة لأنها ربت فعلت، و الجمع ربى، مثل مدية و مدى.

نام کتاب : الفردوس الأعلى نویسنده : كاشف الغطاء، الشيخ محمد حسين    جلد : 1  صفحه : 243
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست