و ما تشتمل عليه من جلب المنافع و دفع المضار بقلمه الشريف
ذكرنا في آخر المجلد الأول من تعاليقنا على «السفينة» جملة من أسرار الطهارة أعني الطهارة المائية، و لم نتعرض لبدلها، و هو الطهارة الترابية؛ لأن الذي يظهر من الأخبار أنّ الغرض منها محض التعبد و إطاعة الأمر، و لكن يمكن أن يكون فيها مضافا إلى ذلك فائدة للمحدث في إزالة الحدث و لو بالنسبة إلى تخفيفه و إزالة مرتبة منه.
و قد حققنا في بعض مؤلفاتنا أنّ الحدث الحاصل من الأسباب المعروفة أقرب تمثل له هو الظلمة الحاصلة في البيت، فهو ظلام و انقباض و كدر يحصل في البدن، و الطهارة كنور يطرد ذلك الظلام، و يزيل ذلك الكدر، و يبدله بالصفاء، و لعل إلى هذا يشير ما في بعض الأخبار من أنّ تجديد الوضوء نور على نور، و كما أنّ النور له مراتب، و يقبل الشدة و الضعف، فكذا الظلمة و ما يشبهها من الحدث.
و هذا واضح جلي، فإنّ حدث الحيض و الجنابة أشد من حدث المس