نام کتاب : العرف الوردي في أخبار المهدي نویسنده : السيوطي، جلال الدين جلد : 1 صفحه : 73
بأعدائه، لم تخل الأرض من إقامة شعائر الدين الإسلامي.
العاشر: كلمة ختامية
إنّ أحاديث المهدي الكثيرة، التي ألّف فيها مؤلّفون، و حكى تواترها جماعة، و اعتقد موجبها أهل السنّة و الجماعة و غيرهم، تدلّ على حقيقة ثابتة بلا شكّ، و إنّ أحاديث المهدي على كثرتها و تعدّد طرقها، و إثباتها في دواوين أهل السنّة، يصعب كثيرا القول بأنّه لا حقيقة لمقتضاها، إلاّ على جاهل أو مكابر، أو من لم يمعن النظر في طرقها و أسانيدها، و لم يقف على كلام أهل العلم المعتدّ بهم فيها، و التصديق بها داخل في الإيمان بأنّ محمدا هو رسول اللّه صلّى اللّه عليه و آله؛ لأنّ من الإيمان به صلّى اللّه عليه و آله تصديقه فيما أخبر به، و داخل في الإيمان بالغيب الذي امتدح اللّه المؤمنين به بقوله: الم `ذََلِكَ اَلْكِتََابُ لاََ رَيْبَ فِيهِ هُدىً لِلْمُتَّقِينَ `اَلَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ[1] و داخل في الإيمان بالقدر؛ فإنّ سبيل علم الخلق بما قدّره اللّه أمران:
أحدهما: وقوع الشيء، فكلّ ما كان و وقع علمنا أنّ اللّه قد شاءه؛ لأنّه لا يكون و لا يقع إلاّ ما شاءه اللّه، و ما شاء اللّه كان، و ما لم يشأ لم يكن.
الثاني: الإخبار بالشيء الماضي الذي وقع، و بالشيء المستقبل قبل وقوعه من الذي لا ينطق عن الهوى صلّى اللّه عليه و آله، فكلّ ما ثبت إخباره به من الأخبار في الماضي علمنا بأنّه كان على وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله، و كلّ ما ثبت إخباره عنه ممّا يقع في المستقبل نعلم بأنّ اللّه قد شاءه، و أنّه لا بدّ أن يقع على وفق خبره صلّى اللّه عليه و آله كإخباره صلّى اللّه عليه و آله بنزول عيسى عليه السّلام في آخر الزمان، و إخباره بخروج المهدي، و بخروج