فباختلاف الطينات لا يختلّ ركن من أركان صحّة العقوبة.
و أخبار الطينة [1] على كثرتها تحوم حول هذه الحقائق أو ما يقرب منها ممّا لا يضرّ بما هو موضوع حكم العقل الصريح و كافّة العقلاء، و ما يكون ظاهره الجبر لا بدّ من تأويله أو حمله على التقيّة بعد مخالفته لصريح البرهان و صراح الحقّ و الأخبار المتظافرة الناصّة على نفي الجبر و التفويض [2]، بل لا يبعد أن يكون الأمر بين الأمرين من الضروريات من مذهب الأئمّة (عليهم السلام) الغير المحتاجة إلى البرهان.
تنبيه [حول مفاد بعض الأحاديث]
و ممّا ذكرنا ظهر مغزى قوله- (صلوات اللَّه و سلامه عليه)-:
«الناس معادن كمعادن الذهب و الفضّة»
[3] فإنّه كناية عن اختلاف نفوس البشر في جواهرها (جوهرها- خ ل) صفاءً و كدورة كاختلاف المعادن في الصور النوعية و الخاصّية. و كذا قوله- (صلوات اللَّه و سلامه عليه)-:
«السعيد سعيد في
[1]- الكافي 2: 1- 10، باب طينة المؤمن و الكافر، بحار الأنوار 64: 77- 130.
[2]- الكافي 1: 155، باب الجبر و القدر، التوحيد: 359- 364.
[3]- الكافي 8: 177/ 197، مسند أحمد بن حنبل 2: 539.