نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية جلد : 1 صفحه : 27
فصل في هديه في علاج استطلاق البطن
في «الصحيحين»: من حديث أبي المتوكّل، عن أبي سعيد الخدري، أن رجلا أتى النبيّ (صلى اللّه عليه و سلم)، فقال: إن أخي يشتكي بطنه، و في رواية: استطلق بطنه، فقال: «اسقه عسلا»، فذهب ثم رجع، فقال: قد سقيته، فلم يغن عنه شيئا. و في لفظ: فلم يزده إلا استطلاقا مرتين أو ثلاثا، كل ذلك يقول له:
«اسقه عسلا»، فقال له في الثالثة أو الرابعة: «صدق اللّه، و كذب بطن أخيك» [1].
و في «صحيح مسلم» في لفظ له: «إن أخي عرب بطنه»، أي فسد هضمه، و اعتلّت معدته، و الاسم العرب بفتح الراء، و الذّرب أيضا.
و العسل فيه منافع عظيمة، فإنه جلاء للأوساخ التي في العروق و الأمعاء و غيرها، محلل للرطوبات أكلا و طلاء، نافع للمشايخ و أصحاب البلغم، و من كان مزاجه باردا رطبا، و هو مغذ ملين للطبيعة، حافظ لقوى المعاجين و لما استودع فيه، مذهب لكيفيات الأدوية الكريهة، منقّ للكبد و الصدر، مدرّ للبول، موافق للسعال الكائن عن البلغم، و إذا شرب حارا بدهن الورد، نفع من نهش الهوام، و شرب الأفيون، و إن شرب وحده ممزوجا بماء نفع من عضة الكلب الكلب، و أكل الفطر» [2] القتال، و إذا جعل فيه اللحم الطريّ، حفظ طراوته ثلاثة أشهر، و كذلك إن جعل فيه القثّاء، و الخيار، و القرع، و الباذنجان، و يحفظ كثيرا من الفاكهة ستة أشهر، و يحفظ جثة الموتى، و يسمى الحافظ الأمين. و إذا لطخ به البدن المقمل و الشعر، قتل قملة و صئبانة، و طوّل الشعر، و حسنه، و نعّمه، و إن أكتحل به، جلا ظلمة البصر، و إن استنّ به، بيّض الأسنان و صقلها، و حفظ صحتها، و صحة اللّثة، و يفتح أفواه العروق، و يدرّ الطّمث، و لعقه على الريق