responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 187

فصل‌

و أما الجماع و الباه، فكان هديه فيه أكمل هدي، يحفظ به الصحة و تتمّ به اللذة و سرور النفس، و يحصل به مقاصده التي وضع لأجلها، فإن الجماع وضع في الأصل لثلاثة أمور هي مقاصده الأصلية: أحدها: حفظ النسل، و دوام النوع إلى أن تتكامل العدة التي قدر اللّه بروزها إلى هذا العالم.

الثاني: إخراج الماء الذي يضر احتباسه و احتقانه بجملة البدن.

الثالث: قضاء الوطر، و نيل اللذة، و التمتع بالنعمة، و هذه وحدها هي الفائدة التي في الجنة، إذ لا تناسل هناك، و لا احتقان يستفرغه الإنزال.

و فضلاء الأطباء: يرون أن الجماع من أحد أسباب حفظ الصحة. قال جالينوس: الغالب على جوهر المني النار و الهواء، و مزاجه حار رطب، لأن كونه من الدم الصافي الذي تغتذي به الأعضاء الأصلية، و إذ ثبت فضل المني. فاعلم أنه لا ينبغي إخراجه إلا في طلب النسل، أو إخراج المحتقن منه، فإنه إذا دام احتقانه، أحدث أمراضا رديئة، منها: الوسواس، و الجنون، و الصرع و غير ذلك، و قد يبرئ استعماله من هذه الأمراض كثيرا، فإنه إذا طال احتباسه، فسد و استحال إلى كيفية سمية توجب أمراضا رديئة كما ذكرنا، و لذلك تدفعه الطبيعة بالاحتلام إذا كثر عندها من غير جماع.

و قال بعض السلف: ينبغي للرجل أن يتعاهد من نفسه ثلاثا: أن لا يدع المشي، فإن احتاج إليه يوما قدر عليه، و ينبغي أن لا يدع الأكل، فإن أمعاءه تضيق، و ينبغي أن لا يدع الجماع، فإن البئر إذا لم تنزح، ذهب ماؤها. و قال محمد بن زكريا: من ترك الجماع مدة طويلة، ضعفت قوى أعصابه، و انسدّت مجاريها، و تقلّص ذكره. قال: و رأيت جماعة تركوه لنوع من التقشف، فبردت أبدانهم، و عسرت حركاتهم، و وقعت عليهم كآبة بلا سبب، و قلّت شهواتهم و هضمهم، انتهى.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 187
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست