responsiveMenu
فرمت PDF شناسنامه فهرست
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 174

تخمير الإناء يطرد عنه الشيطان، و إيكاؤه يطرد عنه الهوامّ و لذلك أمر بذكر اسم اللّه في هذين الموضعين لهذين المعنيين.

و روى البخاري في «صحيحه» من حديث ابن عباس، أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) نهى عن الشرب من في السّقاء [1].

و في هذا آداب عديدة، منها: أن تردد أنفاس الشارب فيه يكسبه زهومة و رائحة كريهة يعاف لأجلها.

و منها: أنه ربما غلب الداخل إلى جوفه من الماء، فتضرر به.

و منها: أنه ربما كان فيه حيوان لا يشعر به، فيؤذيه.

و منها: أن الماء كان فيه قذاة أو غيرها لا يراها عند الشرب، فتلج جوفه.

و منها: أن الشرب كذلك يملأ البطن من الهواء، فيضيق عن أخذ حظّه من الماء، أو يزاحمه، أو يؤذيه، و لغير ذلك من الحكم.

فإن قيل: فما تصنعون بما في «جامع الترمذي»: أن رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) دعا بإداوة يوم أحد، فقال: «اخنث فم الإداوة»، ثم شرب منها من فيها [2]؟ قلنا:

نكتفي فيه بقول الترمذي: هذا حديث ليس إسناده بصحيح، و عبد اللّه بن عمر العمري يضعّف من قبل حفظه، و لا أدري سمع من عيسى أو لا انتهى. يريد عيسى بن عبد اللّه رواه عنه، عن رجل من الأنصار.

فصل‌

و في «سنن أبي داود» من حديث أبي سعيد الخدري، قال: «نهى رسول اللّه (صلى اللّه عليه و سلم) عن الشّرب من ثلمة القدح، و أن ينفخ في الشراب» [3]، و هذا من الآداب‌


[1] أخرجه البخاري في الأشربة.

[2] أخرجه أبو داود. و الإختاث: أنه يثنى رءوسها و يعطفها ثم يشرب منها.

[3] أخرجه أبو داود في الأشربة.

نام کتاب : الطب النبوي نویسنده : ابن قيّم الجوزية    جلد : 1  صفحه : 174
   ««صفحه‌اول    «صفحه‌قبلی
   جلد :
صفحه‌بعدی»    صفحه‌آخر»»   
   ««اول    «قبلی
   جلد :
بعدی»    آخر»»   
فرمت PDF شناسنامه فهرست