نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 276
قال البلاذري: و كانت عند ابن سبأ منه نسخة حرّفها، و ابن سبأ عند البلاذري ليس ابن السوداء، و انما هو عبد اللّه بن وهب الهمداني.
و البلاذري يروي هذا الخبر كله متحفظا متوخيا للصدق ما استطاع، و هو كثيرا ما يروي بعض الاحاديث ثم يعقّب عليها بما يظهر الشك فيها؛ لانها من اختراع أهل العراق» .
و بعد ان يتحدّث بلمحات عن وضع الحديث و الاخبار، يعود طه حسين ليقول: «و مهما يكن من شيء فالبلاذري لا يذكر ابن السوداء و اصحابه في شيء من الفتنة ايام عثمان و ايام علي. و الطبري و رواته الذين أخذ عنهم، و المؤرخون الذين أخذوا عنه فيما بعد، يذكرون ابن السوداء و اصحابه في أمر الفتنة أيام عثمان و في العام الاول من أيام عليّ ثم ينسونهم بعد ذلك.
و المحدثون و اصحاب الجدل متفقون مع الطبريّ و اصحابه فيما ذهبوا إليه.
الا أن المحدثين و اصحاب الجدل ينفردون من دون الطبري و اصحابه بشيء آخر، فيزعمون أن ابن السوداء و أتباعه ألّهوا عليّا و أنّ عليا حرقهم بالنار. و لكنك تبحث عن هذا في كتب التأريخ فلا تجد له ذكرا. فلسنا نعرف في أي عام من أعوام الخلافة القصيرة التي وليها عليّ كانت فتنة هؤلاء الغلاة. و ليس تحريق جماعة من الناس بالنار، في الصدر الاول للاسلام، و بين جماعة من أصحاب النبي و من صلحاء المسلمين، بالشيء الذي يغفل عنه المؤرخون فلا يذكرونه و لا يوقّتونه، و انما يهملونه إهمالا كاملا» [23] .
[23] علي و بنوه، د. طه حسين، الطبعة السابعة، مصر، ص 43، 90 و 152.
نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 276