نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 224
و الذي يؤسف له حقا ان كيفية البحث العلمي و التبليغ الديني في أوساطنا، اخذا يرتديان تدريجيا، الشكل المحكي عن العيارين، و الاسلوب المنقول عن الشطّار!
لقد بلغت القدرة العلمية للاسلام، في عهد من العهود، مبلغا من القوة و الإحكام، جعلها تشعّ بعطائها على مشرق الارض و مغربها. و كان منطق التبليغ الديني هو سلاحنا المنتصر الذي يختار المنازلة في وضح النهار-لا خفية و في ظلمة و ليل!-في أربع أرجاء الدنيا و ينقضّ على الخصم كالقضاء النافذ المنزل من السماء، فيضرب الحجب و يجتاز الموانع، لا تحول دونه الروادع.
بيد أن غفلة عدة قرون جعلتنا نفقد هذا الموقع العظيم الذي كان مبعثا على الفخر. و عندئذ لم نتخل عن منطق المبادأة و الهجوم فحسب، بل أخذنا نتخلّى بملء ارادتنا عن استحكاماتنا الداخلية، و نتنازل عن متاريسنا و نسلمها الى خصمنا العنيد بكلتا يدينا، واحدا بعد آخر. و كانّما تفتّقت اذهاننا، و نحن في الرمق الاخير، عن اسلوب في البحث و التنقيب، أو في الدعوة و التبليغ يقوم على اساس إخفاء الاسم و العنوان و ممارسة ذلك بشكل خفي دون ان تكون ثمة علامة دالة على الهوية!
و في الواقع، يستبطن هذا الاسلوب فائدتين، هما:
أولا: حينما نعمد الى إخفاء اسمنا و عنواننا و موقعنا (الفكري و الاجتماعي) و نتستر على أية علامة دالة على هويتنا، فانّ الخصم لا يسعه عندئذ ان يرد على كلامنا، و لا إيصاله إلينا.
ثانيا: اذا مارسنا النقد بالخفاء و من خلف الستار، وسعنا حينئذ ان نرمي الخصم بضروب الشتم و السباب، و نشفي قلوبنا منه بهذه الطريقة، من دون ان يكون
نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 224