نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 211
و من الطبيعي أن هناك فرقا بين الاحكام و النواميس الدينية التي تملأ دائرة العلاقة فيما بين اللّه (سبحانه) و العبد، و بين ضوابط العمل التي تملأ دائرة العلاقة فيما بين الأجير و صاحب العمل، في المثال الذي مر بنا.
هذا الفارق يظهر في أن الحقيقة التي تستند إليها الضوابط و الانظمة «الاعتبارية» التي تنظّم العلاقة بين الاجير و صاحب العمل تتمثّل بالهدف الذي يحقّق النفع و يجلب الفائدة للطرفين معا.
أما الحقيقة و الواقعية التي يقوم عليها العمل بالاحكام و النواميس الدينية، و التي تؤول الى الدين بحسب لغة القرآن، فهي تكون بنفع الانسان و فائدته فقط، لأن الخالق (سبحانه) غني غير محتاج.
ما نخلص إليه؛ هو ان هناك حقيقة حيّة وراء الحياة الاجتماعية و إنّ النظام الاعتباري الذي يمارسه الانسان عبر الحياة الاجتماعية و من خلال رعايته للنواميس الدينية، يستبطن وجود نظام حقيقي طبيعي تحته، يتمثّل بالحياة المعنوية، التي تنبثق منها النعم الاخروية و الحياة الابدية. فالحياة الاجتماعية هي ظاهر لحقيقة، تحتها واقعية تتمثّل بالحياة المعنوية. [1]
هذه الحقيقة و الواقعية، هي التي يطلق عليها اسم «الولاية» .
يتضح مما مرّ؛ أن النبوة هي واقعية و حقيقة تستجلب الاحكام الدينية و النواميس الالهية ذات الصلة بالحياة و توصلها الى الناس.
[1] يشير المؤلف نفسه الى تعقيد هذا البحث، لذلك عدنا الى رسالته في الولاية لتوضيح بعض الافكار. و في الفقرة اعلاه عدنا بالذات الى الصفحتين (6-7) من الرسالة. [المترجم]
نام کتاب : الشيعة: نص الحوار مع المستشرق كوربان نویسنده : العلامة الطباطبائي جلد : 1 صفحه : 211